فضل بن سعد البوعينين
في الوقت الذي انشغل فيه ضيوف الرحمن بأداء نسكهم، وتعلَّقت قلوب المسلمين وأعينهم بمتابعة موسم الحج الاستثنائي، والإجراءات التحوطية التي اتخذتها المملكة لحماية الحجاج من وباء كورونا؛ جنَّدتْ منابر الشيطان كل طاقاتها لمهاجمة المملكة، وقرارها التاريخي بإقامة شعيرة الحج بأعداد محدودة من المقيمين على أراضيها. وأخرجت قناة الجزيرة، ووسائل الإعلام التابعة لقطر مرتزقة الإعلام، والمتاجرين بالدين، وبائعي الفتوى ومنظري الإخوان، من جحورهم للانتقاص من كل ما له علاقة بموسم الحج، وحجب النجاحات المحقَّقة على أرض الواقع؛ التي أشادت بها غالبية الدول والمنظمات الدولية؛ ومهاجمة الإجراءات السعودية، ومحاولة إثارة الرأي العام ضدها.
جهاد مستدام، وعمل دؤوب تفرضه مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين؛ يقابلها استماتة من النظام القطري وإعلامه لإحداث الفوضى، واختلاق الشائعات، وصناعة القصص المزيَّفة التي يتم ضخها لتتلقفها وسائل الإعلام المموَّلة بالمال القطري القذر.
تعامل المملكة الاحترافي مع حج هذا العام الاستثنائي، أفقد الناعقين عقولهم، وزاد من حسدهم وضغينتهم، فدفعهم للكذب وتزييف الحقائق، ونشر الكراهية والضغينة بين المسلمين، في أهم المواسم الدينية التي تقتضي من الجميع، وليس الحجاج فحسب، نشر السلام والمحبة وحفظ القلب واللسان من كل ما يسيء ويضر بالآخرين.
جندت منابر الشيطان بعض المنافقين، والخراصين، وبائعي الضمير واستثمرتهم لنشر الكراهية ومهاجمة الدين وموسم الحج، قبل مهاجمة المملكة، فلا يمكن لمؤمن أن يبيع نفسه للشيطان، ويسعى للإضرار بموسم الحج وسلامة الحجاج!. ومن العجب أن يكون إعلاميو الغرب من غير المسلمين، ووسائلهم الإعلامية أكثر نزاهة وصدقًا، واحتفاءً بالإجراءات السعودية، وإبرازًا للمشاهد الإيجابية التي لم تعكس صورة المملكة فحسب بل وصورة المسلمين عامة في انضباطيتهم والتزامهم بمتطلبات التباعد، والاحترازات الصحية. لم يمنع الإيمان وتعاليم الشريعة، القائمين على «الجزيرة» وأخواتها، والنظام القطري، من الكذب والتدليس ومهاجمة شعيرة الحج والقائمين عليها، في الوقت الذي فرضت فيه النزاهة والمهنية على وسائل الإعلام الغربية إبرار نجاح المملكة في إدارة موسم الحج، برغم مخاطر كورونا، واحتفوا بالصور والفيديوهات الجميلة التي بثتها وزارة الإعلام ومنصاتها المختلفة، والتي عكست التزام الحجاج وإتباعهم الأنظمة، إضافة إلى الجهود السعودية التي تكللت بإقامة الشعيرة، وحفظ الأنفس، وتقديم كامل الخدمات المجانية، واختتام الموسم دون تسجيل حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا.
ستبقى منابر الشيطان ما بقي مرتزقة الإعلام والدين، والأنظمة الفاسدة التي لم تمنعها حرمة الحج من التطاول على الدين والشعيرة والحرمين الشريفين ومن يقوم على خدمتهم وتحقيق أمنهم الصحي. وستبقى المملكة قائمة على خدمة الحرمين وضيوف الرحمن، وقائدة للمسلمين ومرجعية لهم؛ وإن كره المنافقون والمرجفون على منابر الشيطان.