عثمان بن حمد أباالخيل

الإنسان حين يولد على أي أرض في كرتنا الأرضية فهو يحمل خلايا دماغ كاملة حوالي 100 مليون خلية وخلال السنة الأولى تتصل هذه الخلايا العصبية ببعضها البعض مما يخلق تريليونات من نقاط الاتصال العصبي التي تُعد أساس فهم الطفل للعالم الخارجي، شخصياً كنت أظن أن ذاكرة الإنسان في هذه المرحلة % لكن بالبحث وجدت أن الذاكرة تمثل 40 % وهذا هو السبب في أن المولود الجديد يعرف صوت أمه وأصوات أخرى قد سمعها كثيراً في الرحم. خلال الثمان سنوات الأولى من عمر الطفل تكون الأساس في التعليم والصحة والتذكر والتقييم والتحليل والفكر والمزاج والبشاشة والخمول والجرأة والقيادة والشجاعة والأمانة والكذب والصدق وكل ما يتعلق بتفاصيل الحياة المبنية على ما يحيط من حوله من دروس التعلّم والتوجيه والمتابعة.

التميز هو حسب تعريف المعاني: (تميَّز الرَّجلُ: انفرد عن غيره بصفة أو عمل عُرف به واشتهر، انفصل عن غيره وانعزل). إنّ تميز الانسان عن إنسان آخر تتحكّم به عدة عوامل ومنها التميز الديني، التميز التعليمي والثقافي، التميز الرياضي، التميز الإعلامي، التميز في الكرم والشجاعة، التميز في القيادة الإدارية، التميز في الإخراج التلفزيوني والإذاعي، التميز في التطوع والخدمات الإنسانية والكثير من صور التميز، هذه مميزات شخصية ويعلوها التميز في حب الوطن. إن اختلاف مفهوم التميز بين الناس دليل على اختلاف عقول البشر وصفاء النظرة المستقبلية. من الذي يحكم على إنك إنسان مميز الناس من حولك هي من تحكم عليك إن كنت مميزاً في أمور ومواضيع لها مردود إيجابي على حياة الآخرين.

هناك للأسف شريحة من الناس تفهم التميّز بطريقة مخالفة للواقع، فمنهم من يُميز نفسه برقم جوال مميز أو رقم لوحة سيارة مميزة، أو سيارة فارهة أو ساعة ثمينة، أو اختيار ماركات عالمية غالية الثمن، وهكذا تعتقد هذه الشريحة أنها مميزة، في الواقع هذا ليس تمّيزاً، إنه إرضاء للنفس وعدم البصيرة والتبصر وما أكثرهم ومن الجنسين الرجل والمرأة. هناك نماذج للتميز لكثير من المواطنين والمواطنات في مجال الطب والهندسة والعلوم والتكنلوجيا والأبحاث وكافة مجالات الحياة، إنها نماذج نفتخر ونعتز بها. لا شك أن التميز فطرة عند الإنسان ويسعى لها لكنه التميز الذي يضيف شيئاً نافعاً لوطنه ويرفع سمعتها إلى عنان السحب وفي أقاصي الدنيا.

تلفّت من حولك فهناك أشخاص مميزون وآخرون غير مميزين، المميزون لا يطلبون التميز فهم يعرفون أنفسهم وتعرفهم من تصرفاتهم، أما غير المميزين يبحثون عن التميز ويسألون هل نحن مميزون ويجتهدون بالبحث عن طرق التميز. همسة لأولئك الذين يبحثون عن التميز عليك أن تبحث عن التميز الذي يتناسب مع قدراتك ومدى استيعابك ولا تبحث ما يميز الآخرين فلن تصل إلى ما وصلوا إليه فكل إنسان له أفق يعمل من خلاله.