عثمان أبوبكر مالي
العودة المنتظرة لما تبقى من جولات مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، التي بدأت أمس الثلاثاء جاءت في توقيت مناسب جدًا، بتزامنها مع عيد الأضحى المبارك، الذي أشاع الفرح مرتين في أرجاء البلاد بعد أن منّ الله سبحانه وتعالى على خادم الحرمين الشريفين بخروجه من المستشفى سالمًا معافى والحمد لله.
وقد أحسنت وزارة الرياضة بتسمية جولة الفرح والابتهاج والسعادة بذلك الخروج الآمن السليم بمسمى (عيدنا عيدين)، ليكون تعبيرًا عن مشاعر شباب وأبناء الوطن وابتهاجهم الكبير بما منّ الله به سبحانه وتعالى على والدهم وقائد الأمة (حفظه الله) من موفور الصحة والعافية بعد أن تكللت بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له، وستكون جولة فرح وشكر لله على نعمه الكثيرة التي أغدقها على البلاد والعباد.
وبإذن الله ستكون المستويات التي تقدمها الفرق في الجولة التي انطلقت أمس بخمس مباريات مؤشرًا قويًا لما ستكون عليه جولات استكمال الدوري المتبقية من الموسم، وخصوصًا أن عودة الحياة إلى الملاعب وبالزخم الذي شاهدناه اعتبارًا من الأمس تأكيد على حالة التعافي الواسعة (ولله الحمد) من الجائحة الكبيرة (وباء كورونا) التي كانت السبب الرئيس في أطول توقف تشهده الرياضة والكرة السعودية في تاريخهما..
وعلى الرغم من التوقف الطويل إلا أن المرجو أن لا يكون له تأثير سلبي على الأداء والمستوى والمتعة والإثارة التي عرف بها الدوري السعودي، وسيتغلب الحماس الكبير الواضح من أغلب الفرق ولاعبيها والحريصة على تحقيق رغباتها المختلفة بنتائج تحقق أهدافها فيما تبقى من مباريات، ستكون نتاجها الأخير تاريخًا لا ينسى.
من حسن الحظ أن قمة الجولة ستكون مباراة الديربي الكبير الذي يجمع بين الهلال والنصر (المتصدر والوصيف) وهو ما جعل الأنظار مشدودة الى الجولة منذ الإعلان عن تاريخ عودة المباريات، وجعل الأسابيع التي سبقت الانطلاقة تأتي حافلة بكثير من الأحداث و(الفعاليات) المعتادة في دورينا خارج المستطيل الأخضر من تعاقدات وتحديات ومطالبات ومنافسات و(نفسيات) وغيرها، وسيكون الأهم من كل ذلك أن تحفل المباراة ميدانياً، بما هو حادث ومعتاد في اللقاءات التي تجمع بين الفريقين على مدى سنوات، فتكون مواجهة كبيرة وقوية ومثيرة، تحمل تفاصيل كرة القدم بكل ما فيها من إثارة ومتعة وتشويق وصراع و(أفعال كروية) وتعوض الجميع مبكرًا عن فترة التوقف التاريخية الطويلة.
كلام مشفر
* خطوة موفقة وقمة التقدير من سمو وزير الرياضة توجيهه بالتكريم المعنوي الذي شاهدناه في الملاعب أمس بتخصيص ممر شرفي لأبطال الصحة والأمن في جميع مناطق المملكة تحية لهم على جهودهم الكبيرة وتصديهم المستمر لجائحة فيروس كورونا، وتعبير عن الشكر البليغ والتحفيز المعنوي باسم الرياضيين جميعًا.
* من الصعوبة بمكان الحديث عن الجوانب الفنية لمواجهة اليوم المنتظرة بين الهلال والنصر، وذلك يعود إلى أن (الأوراق مخلوطة) قبل المباراة في الفريقين، كما أن أوراق اللعبة ستكون مختلفة، عما كان عليه الوضع فنيًا قبل أشهر التوقف.
* حتى الحديث عن الأسماء والعناصر سيكون من الصعب الجزم به قبل إطلاق صافرة الحكم، وأيضًا يصعب الحديث عن المستويات وما سيقدم ومن سيحضر ومن سيختفي، فقد تحدث غيابات (آخر لحظة) ليست متوقعة وليست على البال، ولأسباب قد تكون غير فنية، سواء كانت صحية أو لعدم الجاهزية أو حتى أسباب نفسية!
* من المؤثرات السلبية التي قد تلقي بظلالها على المباراة (الغياب الجماهيري) الجمهور (عادة) محفز قوي وأهم عوامل شحذ الهمم والدوافع الذاتية لدى اللاعبين، وهو ما سيفتقدونه في أول مباراة تقام بينهما بمدرجات خالية تمامًا.
* أرجو أن تكون مباريات الأمس جميعها (عدت بسلام) مع الحكام المحليين دون أخطاء صغرت أو كبرت، ناهيك عن أن تكون هناك أخطاء كوارثية (لا سمح الله) ليس فقط لما قد ينتج عنه من تفسيرات وتأويلات، وإنما لأن آخر ما تبقى من أمل ورجاء في إمكانية عودة الحكم السعودي، ربما تكون مرهونة بما حدث وما قدمته الطواقم الخمس بالأمس.
* التوقع للديربي ربما ينتظره البعض من القراء؛ هي (مباراة الكسب) من وجهة نظري، فالنصر يسعى للفوز بقوة لقلب الموازين من أول خطوة و(استعادة) أوراق اللعبة، والهلال يهمه أن يبقى صاحب الحظوة الأفضل والأكبر ويحتفظ بإبقاء فرص الحسم مرهونة بنتائجه ولا ينتظر مساعدة غيره.. (مبروك للفائز) سلفًا.