الأمانة عُرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، فالفساد جريمة كبرى بحق الوطن وما قام به سعد الجبري الذي كان يعمل لواء ومستشارًا سابقًا في وزارة الداخلية الذي أدى القسم على كتاب الله أن يكون مخلصاً لله ثم الملك والوطن فلم يكن أهلاً لحمل الأمانة التي اُوتمن عليها عندما قام بسرقة المليارات من المال العام وتحويلها لحسابات خارجية بلا ذمه ولا ضمير تجرد من إنسانيته لمن أكرموه فسوَلت له نفسه السرقة خلال فترة عمله التي قضاها بالوزارة بُطرق غير مشروعه وهرب إلى الخارج عندما أبتدت عاصفة الحرب على الفساد التي أعلنها ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله بوضع الموس على كل الرؤوس لكل من كان له صلة بالفساد، فالجبري ومن على شاكلته من المفسدين سيأتيهم يوماً يعضّون فيه على أصابع الندم فالحرام لا يدوم بقاؤه والعقوبة من الله في انتظارهم إن عاجلاً أو آجلاً ولكن ما هو ذنب أبناء وأسر هؤلاء الفاسدين الذين جعلوا مأكلهم ومشربهم من مال مسروق تم الاستيلاء عليه بدون وجه حق، سوف يأتي اليوم الذي يقفون فيه أمام الملك الجبار وسوف يحاسب كل سارق ومختلس {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنه قال: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ امْرِئٍ فِي جَوْفِهِ حَرَامٌ فالمبادرة بالرجوع في الدنيا أهون بكثير من عقوبة الآخرة فالحرام نهايته وخيمة (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).