د. نوف بنت محمد الزير
لم تزل مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية تتصدر القمة بجميل فعالها ورصين منهجها ورائد تطلعاتها وحكمة قادتها والتي من خلالها حازت أرقام التميّز في قمم التقدم العالمي في مجالات شتى يأتي في مقدمتها: الريادة في الحج.
حيث حققت المملكة العربية السعودية الرقم الأول على مستوى العالم في إدارة الحشود؛ ذلك العِلْم الذي تفرّدتْ المملكة على مستوى العالم جميعه بالتألق والتميز فيه، حيث إنه لم يحدث أن وُجد نقطة تجمع مركزية فيها هذا العدد الكبير، متعدد الجنسيات والثقافات، متنوع اللغات متناه الاحتياجات في مدة محدودة، وبخدمات مميزة ومعايير الجودة والإتقان العالية، وتكامل كل الالتزامات المادية والبشرية والصحية والاقتصادية والبيئية والتعليمية والأمنية والعلاقات الخارجية والدبلوماسية والإعلامية وسائر الخدمات بلا استثناء؛ مما جعل موسم الحج بجميع تفاصيله محط أنظار العالم بكل فئاته ومحل تقدير المسلمين في كل مكان على وجه الأرض.
حتى أصبح الحج علامة فارقة في كل عام يزداد القائمون عليه عمقاً وبذلاً وتفانياً، ويسعون لمواكبة كل تطور وتوظيفه لخدمة الحجيج، وما الخطط الإستراتيجية والاستعدادات الإبداعية والتطبيقات الإلكترونية التي يتم ابتكار وتوظيف المزيد منها كل عام في المجالات كافة إلا شاهد على هذه العناية الكريمة والإبداع في ريادة الحج.
ويأتي قرار هذا العام بإقامة شعيرة الحج بأعداد محدودة تأكيداً لريادة قيادة المملكة الحكيمة في القدرة على إدارة الأزمات باحترافية ومهنية عالية، ووضع الخطط الإستراتيجية الكفيلة بسلامة الحجاج؛ ذلك أن إقامة الحج في ظروف العالم الصحية الاستثنائية هو بكل المقاييس نجاح استباقي في قدرة المملكة على التميّز في اتخاذ القرارات الصائبة وسَنّ التدابير المستوفية لضوابط الحفاظ على النفس البشرية التي تُعدّ من الضرورات الخمس في شريعتنا الإسلامية الغراء مع إقامة الشعيرة وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وما يشكله ذلك من الاستعداد لمواجهة التحديات واليقين بالقدرة والتمكن من تجاوزها -بإذن الله- بكل كفاية وكفاءة.
إن الريادة العالمية التي تحظى بها مملكتنا المباركة محل اعتزاز كل مواطن سعودي، وموضع تقدير كل مقيم منصف على أرضها المباركة، ونقطة تأمل حقيقي لكل شريف نزيه عادل في أنحاء العالم كافة.
هذا ما يجب أن يتصدّر وسائل إعلامنا المحلية، ونبثه في مجالات الإعلام العالمية، ووسائل التواصل الإلكترونية، وتتضمنه مناهجنا الدراسية، وتنطلق منه مؤسساتنا المجتمعية لتأكيد الصورة الذهنية الصحيحة الرائدة عن وطننا المبارك قيادة وشعباً. وصناعة صورة صحيحة عالمية، وتصحيح شوائب المغرضين الذين لن يسطيعوا حجب شعاع الشمس وتعتيم ضوء القمر!
نباركُ للمملكة قيادة وشعباً النجاح المبهر لحج هذا العام، ونهنئ كل حاج كان ضمن الثلة التي يسر الله لها أداء نسكه بيسر وسهولة، ونشكر شكراً فائقاً كل الجهود في أجهزة الوطن كافة على تفانيها وإخلاصها، ونحمد الله أولاً وآخراً على نعمة الوطن، وطن الأمن والأمان والسلام والخير العميم والقيادة الحكيمة المتفانية في خدمة شعبها والحرمين وقاصديهما والمسلمين في شتى بقاع الأرض. والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات.