تسييس الحج واللطم والعويل هواية لكل أعداء المملكة، بل مهنة امتهنوها وموسم سنوي تلتقي فيه النطيحة والمتردية وما دفع له (أهل الشبك)، ويصل ببعضهم إلى رفع الشعارات السياسية في الحج والتجمعات الكبيرة وبعض أعمال الشغب! ولكن الأمر هذا العام مختلف تماماً، ففي المشاعر المقدسة تنظيم مذهل ودقة متناهية وعمل متقن كالعادة، فقد وصل عدد العاملين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من ستين ألف عامل في جميع المجالات، ففي الطواف قد حُددت المسافات، ووُضعت الملصقات والعلامات، وتم تطهير الأرضيات، وجُعل لكل مجموعة مشرف صحي، وكذا كان في بقية المشاعر، بل وصل الأمر إلى تعقيم حصى الجمرات وتغليفها وتقديمها! وتنظيم أوقات رميها بين المجموعات المحددة سلفاً.
وهذا غير المحاجر الصحية والإجراءات الاحترازية وغيرها من التسهيلات والخدمات التي قُدمت على أعلى المعايير، والتي ذكرت جزءًا منها من باب ضرب الأمثلة فقط لا العد والحصر، ولكن تعالوا نعود إلى النطيحة والمتردية ومن دفع له (أهل الشبك) يغيظهم النجاح المذهل لإدارة الحشود كل عام رغم ضيق المكان وكثافة الأعداد، يزعجهم المدح والثناء من الحجاج كل عام للملكة العربية السعودية، ويكدر صفوهم نقل الصورة الصحيحة لأهلهم عنها إذا عادوا لبلدانهم مُكذبين وناسفين لكل جهود الترسانة الإعلامية التي يملكونها. لن تجد لديهم أي إنصاف بل النكران والجحود والإجحاف وكل عمل وخدمة تقدم تؤوَل بالسوء وتُقابل بالاستهجان. فلا ترجو منهم يا أبناء بلادي أي خير وواصلوا تقدمكم والسير في خدمة ضيوف الرحمن بل كل إنسان نزل بأرضنا أرض الأمن والإيمان. وأرجو في الأعوام المقبلة أن تقلص أعداد حجاج ومعتمري كل دولة تخالف الأنظمة والإجراءات وتقوم بالمشاغبات في الحج والعمرة.