فهد بن جليد
تراجعت أعداد إصابات كورونا (كوفيد - 19) اليومية في المملكة، بتسجيل حالات أقل من اليوم السابق -رغم تزايد أعداد الفحص- أخبار مُطمئنة للغاية، تدل على التقدم خطوات جديدة للسيطرة على انتشار العدوى، في ذات الوقت الذي تعيش فيه دول عديدة في الشرق والغرب مخاوف مُتصاعدة مع الموجات الثانية للفيروس وسقوط أعداد أكبر من الضحايا، ما نحتاجه أن تكون هذه الأخبار المحلية المُطمئنة مصدراً للسعادة وزيادة الوعي، بالحرص على تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية التي تبعث على التفاؤل والاطمئنان، الخوف أن تُقرأ هذه النتائج بشكل خاطئ من البعض بالتراخي وإهمال التقيد والالتزام بالاحتياطات الطبية اللازمة للبس الكمامة والتباعد وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، والاكتفاء بقطرات عابرة من محلول أو جل التعقيم، لنتذكر أنَّه لا حصانة لأحد ضد موجات جديدة وثانية للفيروس وتقلباته، فما يحدث في الدول الأوروبية الآن خير دليل.
لا يلوح في الأفق القريب لقاح يتفق عليه العالم رغم رصد 120 محاولة بحثية ومختبرية جادة ومُحتملة للتوصل إلى علاج في المراكز العالمية، لكن من الواضح أنَّ حرباً تجارية باردة على اللقاح قد نشبت بين أمريكا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، بتشكيك كل طرف في اللقاحات التي توصَّل إليها الطرف الآخر، ما يعني تأخر العالم أكثر في طريق الحصول على جرعات ولقاحات عالمية مُعتمدة، يجب أن يسبقها اتفاق أو اعتماد مصالح بين كل الأطراف - نتيجة ضعف تأثير منظمة الصحة العالمية- وعدم فاعليتها في هذا الملف تحديداً مع تطورات خلافها مع أمريكا، وعجز المنظمة عن إقناع بقية العالم.
كل مِنَّا يملك الحل الأمثل والعلاج الأنجع، دون الحاجة لانتظار اتفاق القوى العالمية، أو اعتماد اللقاح، فالحقيقة الواضحة أنَّ الحماية الشخصية واتباع بروتوكولات العودة للحياة بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي مع الحفاظ على مسافات آمنة، وغسل اليدين بالماء والصابون خطوات عملية و(لقاح جاهز) يحمينا - بإذن الله- من أن نكون أرقاً جديدة في طريق البحث عن علاج، وحتى لا نكون ورقة ضغط في يد الآخرين على صحتنا واقتصادنا، فطريقة الحياة الشخصية لكل فرد مِنَّا باتباع الإرشادات والالتزام بها تجعله (لبنة بناء) في حائط الصد والحماية، لا (معول هدم) يكلف الوطن والمجتمع والأسرة الكثير، قبل أن يتفق العالم على لقاح واحد للقضاء على كورونا.
وعلى دروب الخير نلتقي.