د. خيرية السقاف
«ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً
كنقص القادرين على التمام»
كعادته المتنبي يستبق في التعبير عن الحقائق..
وحقيقة إن نقص القادرين على التمام يثلم قدراتهم، ويؤخر مكاسبهم، وينقص منجزاتهم..
وقد انزوى أغلبهم في صومعات بحثهم، وتأملهم، وتوحدهم مع ذواتهم..
بينما في الوقت نفسه تسارع سواهم في الركض، والظهور، ولم يعد هناك تمييز بين القادرين، والمتهافتين،
ولو كان المتنبي موجوداً لربما عبر عن الحال بشيء من نبوءاته المستبِقة لما آلت إليه حال القادرين في مقابل المتهافتين..
فالمتمعن في المشهد، والمطلع على محتوى ما يقدم فيه، والفاحص بوعي وأمانة، وموضوعية، وتجرد مضامين ما يقدم هذا المشهد في عمومه،
سوف يدرك تماماً أن المضمار قد عج كثيراً بهشيم تذروه الرياح!!..
ترى إلى أين ستأخذ الريح بهشيم المتهافتين على الشهرة بالسرعة، وعلى الأسنمة بالفقاعات؟!..
إن القادرين علماً، وثقافة، ورأياً، وموهبة، وابتكاراً،
المتمكنين من نواصي القول، وحجة الحكمة، وسلامة الرأي، واعتدال الجأش، في مجالات العلم، والثقافة، والمعرفة، والأداء، والابتكار، والإنجاز، والعمل، لا ينبغي أن يتأخروا عن المضمار ليكر فيه ويفر المتهافتون بلا عتاد، وقد تطورت من حولهم كلُّ السبل لأن يتقدموا على أسنمة قدراتهم..