أحمد المغلوث
لابد أن يدرك الجميع -مسئولين ومواطنين- جيداً أهمية تشجيع القدرات الإبداعية الوطنية على اختلاف إنتاجهم الإبداعي والاهتمام به واقتنائه، ليشارك في إضافة لمسات جمالية في مختلف المنشآت في بلادنا الواسعة الأطراف والمتعددة المشاريع والمباني والفنادق والمستشفيات والمراكز.
وهاهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وولي عهدنا المحبوب ووزير الدفاع، يحقق حلم المئات من الفنانين والفنانات التشكيليين، عندما وجّه سموه -حفظه الله- الجهات الحكومية بناءً على التوجيهات السامية لاقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في مقارها، والذي صدرت الموافقة عليه.
هذا التوجيه الكريم الذي يعكس بحب واهتمام كبيرين دعمه الكبير للفنانين السعوديين وثقته بقدراتهم، والذي كان حلماً يراودهم جميعاً منذ انطلقت الحركة التشكيلية السعودية في التسعينيات الهجرية، ولاشك أن هذا التوجيه الذي أسعد الجميع هو ضرورة قصوى لأبناء الوطن من المبدعين في فننا التشكيلي وإخوانهم الحرفيين.
ويأتي بعد ذلك وقبل ذلك أن تحقق الجهات الحكومية والقطاعات الأخرى تنفيذه والسعي حثيثاً لتشجيعه، وفي كل الأحوال قد يكون من المهم في البداية أن يمنح الفنانون والفنانات دعماً مالياً وسخياً غير مردود للدولة حتى يستطيع كل فنان مبدع أن يقوم بتوفير احتياجاته كافة التي قد يحتاج إليها «مرسمه أو محترفه» من تجهيزات وأدوات وحتى أفران الخاصة بالخزف.. لينطلقوا للعمل الجاد، محققين الأهداف والتطلعات وليساهموا في إثراء الوطن بأعمالهم الإبداعية المختلفة. هذا وليست في حياة الفنان كلها أعمق وأكثر أصالة من التعبير عن إبداعه أكان من خلال اللوحة أو المنحوتة أو حتى تكوينات مفاهمية. من هنا ينطلق الفن في عهد «الرؤية» المباركة ليحلق عالياً بتوجيهات من قيادتنا الحكيمة، ومدعوماً من ولي عهدنا المحبوب.. حياة الفنان تمضي سريعة لا طعم لها ولا قيمة إن لم تسجلها لوحاته وأعماله وأن يجدها بعد ذلك في المكان المناسب واللائق بها. خاصة إذا كانت الأعمال ترتبط بجوانب من تاريخنا المشرق وبتراثنا الثرى. والفن كما يعرفه الجميع وفي مختلف دول العالم يقدم للجميع رسائل حب، وتوعية، وجمالية، تنشر الجمال وموحياته في المكان، ولذلك فلا عجب أن يثري الفنان حياتنا بأعمال لا أجمل ولا أروع، مما جعل لوحاتنا تتواجد في العديد من المتاحف في الداخل والخارج وحتى في المراكز الثقافية المختلفة.. والجميل أن الفن هو لغة عالمية لا تحتاج لمترجم فهي «لغة» ولسان عالمي يخاطب جميع البشر من خلال الخطوط والألوان، كما تفعل «الموسيقى» عبر الأنغام والإيقاعات.. وماذا بعد وقوف سمو سيدي ولي العهد خلف الإبداع السعودي ودعم مبدعيه بهذا التوجيه، يشكل خطوة في الطريق الصحيح، ولا ننسى ما يقوم به وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود من جهود تذكر وتشكر، كما أننا نستبشر خيراً باختيار الأستاذة المتخصصة في مجال الفنون «دينا أمين»، فهذا كله يشعرنا بل ويدفعنا إلى القول إن فننا التشكيلي والإبداعي بخير، بل إنه يعيش زمناً مزدهراً بالعطاء والفعل.. يدفع به إلى الأمام عراب الرؤية حبيبنا وولي عهدنا.. سلمه الله.