عاصمتنا الرياض مدينة استثنائية، اجتمعت فيها جميع المكونات التي تسعى الدول دوماً إلى تنوعها على أرضها: التعليم والصناعة والاقتصاد والثقافة ....الخ. ومحور الحديث عن الجانب الثقافي تحديداً، الذي يتنوع أيضاً في عاصمة الوطن.
أينما ذكر اسم الجنادرية تكوّنت الصورة الذهنية لدى المتلقي إلى أفق التراث لارتباط هذا الاسم بمهرجان الجنادرية العريق، الذي أصبح حدثاً مرتقباً للمواطنين والدول المجاورة، فضلاً عن الدول التي تحضر كضيف شرف في كل دورة.
يمكن أن تكون منطقة الجنادرية بوابة الرياض التراثية لاكتمال العناصر التي تؤهل هذا الموقع ليصبح وجهة متكاملة بعد إضافة بعض العناصر التي تقود إلى خلق مكوّن استثنائي لسكان الرياض وزوارها أو ضيوف الدولة؛ فمن موقع مهرجان الجنادرية بعد اكتمال تطويره، مروراً بميدان الملك عبدالعزيز للفروسية الذي يعتبر جوهرة تضيء تلك المنطقة، وانتهاء بميدان الجنادرية للخيل والواحات الزراعية المجاورة، وموقعه القريب من مطار الملك خالد، عناصر بحاجة إلى إعادة النظر في الاستفادة منها وفق تطلعات رؤية الوطن 2030 كرافد اقتصادي من خلال تنمية واستثمار التراث.
بقيت الإشارة إلى أهمية تكامل الموقع في إعادة ميدان الرياض للهجن إلى الحياة، الميدان الذي بدأ في عهد فيصل العروبة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -؛ ليستمر في النمو في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -؛ إذ كان يحضر سباقات الهجن في شرق مهرجان الجنادرية، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تم تحويل الميدان الترابي إلى سياج على درجة عالية من الإنشاء في تلك الفترة؛ ليستمر كمصدر للهجن التي حملت شعار الوطن في مسابقات الهجن في دول الخليج بتصدرها المراكز الأولى، إلا أنه تم إبعاد الهجن في عام 2013 تقريبًا من الموقع.
وبما أنه يوجد مضمار قائم على مواصفات عالية في موقع مهرجان الجنادرية، تُقام فيه السباقات السنوية أيامًا قليلة خلال إقامة مهرجان الجنادرية، ولا يُستفاد منه باقي السنة، فيمكن الاستفادة منه لإعادة الحياة إلى ميدان الرياض، ودراسة تطوير كامل المنطقة؛ لتصبح بوابة الرياض التراثية التي ستخلق فرصة استثمارية، وتعزز السياحة الثقافية بصورة حديثة، ومزاراً يومياً لسكان الرياض بعد تهيئة المكان، وإضافة المقومات الأساسية من مسارات للمشي ومقاهٍ بصبغة تراثية، وكذلك تطوير مواقع الطب البيطري وتنظيمها لوجود الصيدليات البيطرية في جوار الموقع، الذي بدوره سيعزز هذا الجانب بالتعاون مع الجامعات المتخصصة، ويحقق نقلة نوعية في هذا التخصص، وخلق فرص وظيفية لأطباء الطب البيطري من أبناء الوطن.
** **
مرضي الخمعلي