المحامي/ يعقوب المطير
دشنت العاصمة السعودية (الرياض) «أكاديمية مهد» في يوم الاثنين الماضي بحضور سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وهذه الأكاديمية المتخصصة تُعنى باكتشاف وتطوير المواهب الرياضية ابتداء من أعمار صغيرة، لكي تكون مصنعاً وخط إنتاج لصناعة الأبطال وأجيال رياضية في مختلف الألعاب الرياضية، بحيث يتوفر لدى هذه الأكاديمية العالمية أحدث التجهيزات وأرقى الإمكانات الرياضية علمياً ورياضياً، وبالتالي تكوين رافد من روافد رياضة المستقبل السعودي، مما تتيح التأهيل المناسب للأبطال السعوديين تمكنهم من المنافسة الحقيقية على الأحداث والمحافل الرياضية الدولية في كافة الألعاب المختلفة، إذ سيتم بناء ثلاث أكاديميات في الرياض وجدة والدمام ابتداء من عام 2021.
تشكر وزارة الرياضة على هذه الجهود الكبيرة لتطوير الرياضة السعودية، وبدون أدنى شك فإن التطوير الرياضي يبدأ من النشء والاهتمام بالفئات السنية وتطويرهم في مختلف الألعاب، كما تقوم الدول العالمية المتقدمة في مجال الأكاديمات، وحتى تكون مهد أرض الأبطال كما سُمي شعارها بهذا الاسم، لا بد أن تكون أكاديمية تعمل وفق منظومة رياضية عالمية وقائمة على العمل المؤسساتي واضعة أمامها المصلحة العامة لرفع العلم السعودي في المحافل الدولية، وليس قائمة على الأشخاص وتمجيدهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهذه عادة سيئة في وطننا العربي يجب أن يتم التغلب عليها.
وأعتقد من وجهة نظري الشخصية حتى لا يتكرر فشل مشروع بيوت الشباب الذي كان فعالاً في الثمانينيات الميلادية واندثر في بداية الألفية الجديدة، وحتى تكون «أكاديمية مهد» أرضاً للأبطال حقيقياً وفعلياً ولضمان استمرارية عملها لسنوات قادمة، لا بد أن تكون مقراً للبطولات الرياضية العالمية، فيتم من خلالها استضافة الأبطال العالميين على مدار العام لمختلف الألعاب الرياضية، وجلب خبراء عالميين فيتم الاستفادة منهم، وكذلك تحفيز الاستثمار الرياضي فيها ودخول الشركات والرعاة فيها عند استضافة الأحداث الرياضية، لتكوين الاكتفاء المالي الذاتي دون أن تحمل الدولة أعباء مالية كبيرة.
وبالتالي تكوين نواة حقيقة وقرية أولمبية سعودية، من شأنها أن تكون داعماً جوهرياً لبطولة «أسياد آسيا» التي من الممكن استضافتها في العاصمة السعودية «الرياض» في (عام 2031) ومنافسة أبطال القارة الصفراء على الميداليات الذهبية، التي سيطرت عليها دول شرق آسيا.