د.عبدالعزيز الجار الله
خروج الملك سلمان من المستشفى -حفظه الله ورعاه- بعد أن شفاه الله وعافاه هذه الأيام المباركة، وإلقاء وزير الإعلام المكلف كلمة وجهها خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في العالم وإلى المواطنين والمقيمين على أرض المملكة وحجاج هذا العام 1441هـ- 2020م، ليؤكد ما تتمتع به السعودية من متانة وصلابة الموقف ضد الخصوم الذين يبحثون عن هزة سياسية أو اقتصادية أو تنظيمية للحج. انطلقت كلمة الملك سلمان من مسؤولية السعودية لحماية هذا الدين وعدم تركه للمتهورين والمغامرين من الأتراك والإيرانيين والقطريين الذين يشنون الحرب الإعلامية ويدعمون المرتزقة حول العالم للحرب ضد الدول العربية.
حج هذا العام أقيم ولم يعطل رغم خطورة كورونا على الحجاج وأهل مكة المكرمة ومدن ومطارات السعودية والطواقم الأمنية والطبية، من أجل إتمام الواجبات وأوامر العلي القدير وتلبيةً للنداء الإلهي العظيم بحج المسلمين في أيام معدودة يذكر فيها اسم الله كثيراً ولو كره الحاقدون والمنافقون.
جاء حج هذا العام 1441هـ- 2020 هـ رغم الظروف الصعبة ليثبت للعالم مدى تمكن وإمكانات المملكة، والتي أخذ عرض القوة الأمنية والتنظيمية والتخطيطية من القيادة الكريمة، وهي مطلب المسلمين لدحر جماعات الكره والحقد، فقد وفّرت قيادتنا كل ما يحتاج إليه الحاج من مستلزمات تتعلق بالسكن والإقامة في كل مشعر، والتنقلات بين المشاعر، وهي خطوات احترازية لجميع الحجاج حتى لا ينشروا عدوى كورونا في المدينتين المقدستين والبلاد السعودية أو نقلها إلى بلدانهم بتأثير التزاحم في المناسك، لذا توكلت القيادة على الله ولم تترك الأشياء للصدف، بل وضعت الأشياء في مكانها، وأبقت على الخطوات الاحترازية، ولم تغفل عن كل خطوة، لذا شاهد العالم عبر شاشات التلفزيونات الخطوات التي سار عليها الحجاج من قدومهم إلى المملكة والأماكن المقدسة وتنقلهم بين المشاعر حتى المغادرة.
بلاشك إن المملكة أظهرت للعالم وللدول الصديقة وأيضاً للدول المعادية من بعض حكومات إيران وتركيا وقطر، مدي قدرة المملكة على الإدارة والتنظيم، ومدى القوة الأمنية والكوادر الطبية والإشرافية والصرف السخي المجاني على قطاع الخدمات وعلى جميع شؤون الحج الذي تحول إلى استضافة لا ترجو أرباحاً مالية أو مقابلاً مالياً، فما يصرف على المشاعر والمدينتين المقدستين يفوق أي عائد مالي لخزينة الدولة، وهي من الأعمال التي تقدمها الدولة محبةً وتقرباً إلى الله، وشكراً لنعمه التي أنعمها الله -عز وجل- على بلادنا.