عمر إبراهيم الرشيد
من المعلوم رياضياً أن الرقم 7 عدد فردي لا يقبل القسمة وليس له جذر تربيعي، كما أنه لا يقبل التحليل الحسابي فهو وحدة حسابية في ذاته! ولطالما تساءلت بيني وبين نفسي لم توقفت السيدة هاجر عليها السلام عند سابع شوط على جبل المروة عندما أدركت أن سيدنا إسماعيل عليه السلام كف عن البكاء، بعد أن نبعت زمزم تحت قدميه! ولم ضرب الله مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، ورؤيا الملك في قصة يوسف حين رأى سبع بقرات للدلالة على سبع سنين. وماذا عن ألوان الطيف السبعة، والأنواع السبعة الأساسية للنجوم، والمعادن السبعة الرئيسية في الأرض. ولن ننسى بطبيعة الحال عدد السماوات السبع والأرضين السبع كما ورد في القرآن الكريم والتي قد تعني الطبقات المكونة للأرض نفسها والله أعلم، كما أن الساعة تقوم في اليوم السابع وهو يوم الجمعة. والحقيقة أن هذا الرقم أزلي مرتبط ارتباطاً عجيباً ليس بالشرائع السماوية انتهاءً بخاتم الأديان ومكملها وهو الإسلام فحسب، ولو توقف الأمر عند كثير من العبادات والشعائر لتقول الجهلة وربطوا ذلك بالأساطير والفكر القروسطي كما التعبير الدارج، وإنما نجد هذا الرقم كما قلت في ظواهر فيزيائية وكونية يصعب حصرها وفهم سر هذا الرقم فيها. ولقد توصل البابليون عن طريق الرصد والحساب الى أن مولد القمر إلى مرحلة البدر يستغرق أربعة عشر يوماً، ومثلها من مرحلة البدر إلى المحاق، فقسموا تلك المرحلة إلى أربعة أسابيع وكل أسبوع بالطبع إلى سبعة أيام وهو ما استمد منه اسم الأسبوع وهذا لدى الحضارات والأمم حتى اليوم. وماذا عن عدد القارات السبع والبحار السبعة، ومدارات الإلكترون السبعة وهو أحد مكونات الذرة، ثم هذا التناغم الغريزي العجيب الذي يجعل الطيور المهاجرة تحلق مكونة الرقم 7!.
اذاً فنحن أمام معجزة إلهية {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فصلت 53. وللتذكير أقول إن فهم الحكمة في العبادات والتفكر في العدد والكيفية يؤدي بالمسلم الى استشعار لذة العبادة وعظمتها وارتباط الدين عبادات وأخلاقاً بالحياة قديماً وحاضراً ومستقبلاً. وإنكم حين تقومون بالسعي بين الصفا والمروة وتستحضرون أنها شعيرة عظيمة وإحياء لما قامت به هاجر عليها السلام قبل آلاف السنين فسيكون لهذا السعي تأثير عظيم في النفس، كما أن نحر الأضاحي إضافة إلى أنه عبادة وشعيرة عظيمة، هو إحياء لفداء سيدنا إسماعيل بكبش نزل من الجنة بعد أن صدع سيدنا إبراهيم لأمر ربه وهم بذبح ابنه إسماعيل فافتداه الله تعالى وأكرم الخليل وابنه عليهما السلام.
عجيب أمر هذا الرقم وأسراره التي لن يقدر أحد على الإحاطة بها، وما ذكرته إنما هي أمثلة فقط وألا يطول المقام لو عددنا أمثلته في العبادات والعلم والحياة. تأملوا في عدد أشواط الطواف والسعي، حروف أسماء الكتب السماوية الثلاثة (التوراة والإنجيل والقرآن)، بداية أمر الأبناء للصلاة في سن السابعة، عدد حصى الجمرات سبع، عدد آيات فاتحة القرآن سبع، وغيرها مما لا يسع مقال صغير لسردها .. وكل عام وأنتم بخير.