د. مساعد بن سعيد آل بخات
لا يخفى علينا ما آلت إليه جائحة كورونا من الأضرار على جميع دول العالم في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.. إلخ.
وقد أولت حكومة المملكة العربية السعودية جهوداً عظيمة في احتواء جائحة كورونا للحد من انتشاره بين المواطنين والمقيمين، فبذلت الغالي والنفيس من الإمكانات البشرية والمعنوية والمادية لحماية أي شخص يعيش على هذه الأرض المباركة مواطناً كان أم مقيماً فهم سواسية من حيث الاهتمام بهم، وكل ذلك تمّ بتوجيه وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» وبمتابعة ودعم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود «حفظه الله».
وتوافق هذه الأيام المباركة أداء شعيرة الحج عند المسلمين والمسلمات، حيث يُعد الحج أحد أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث: (بُني الإسلام على خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلاً).
والحج لغةً: هو القصد إلى مُعظَّم، أما اصطلاحاً: فهو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة والوقوف بعرفة والطواف بالكعبة المشرفة،وقد فُرِضَ الحج على كل مسلم ومسلمة تتوافر بهما صفة البلوغ وامتلاك القدرة المالية والبدنية؛ قال الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}.
وقد شرَّف الله تعالى المملكة العربية السعودية وكرَّمها بأن تكون راعية للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة, وهي تفخر بخدمة حجاج ومعتمري بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وزوار مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة.
لذا سعت المملكة العربية السعودية منذ بدء فترة حكم الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى فترة حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لتسهيل الخدمات كافة لضيوف الحرمين الشريفين, ولم تتوانَ في أي زمان ومكان عن تذليل الصعاب لهم.
وهذا ليس بمستغرب على حكومة المملكة العربية السعودية؛ لأنها تعتمد في حكمها على كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، وسنة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم - (الحديث الشريف).
ولعل ما شاهدناه خلال هذه الأيام الفضيلة من توافد حجاج بيت الله الحرام عند الحرم المكي في الطواف وانتقالهم لمنى بطريقة منظمة يدل على أنَّ هناك تخطيطًا ناجحاً مسبقاً.
وبعض الدول أو الأشخاص الذين يعادون المملكة العربية السعودية يستطيعون التحدث عن جهود المملكة العربية السعودية في الحج من باب النقد السلبي ليس إلا لأنَّ ذلك الأمر يُعد سهلاً لأنه في نهاية المطاف مجرد كلام لا أكثر ولا أقل، ولكن.. هيهات أن تجد من هذه الدول أو الأشخاص من يستطيع العمل بكفاءة عالية لخدمة المسلمين والمسلمات كما عملت به المملكة العربية السعودية.
واللافت في الأمر أنَّ من أكثر الدول معاداة للمملكة العربية السعودية هي دول إسلامية مثل: (قطر، إيران، تركيا) وليست دول أجنبية بدافع الدين!.
وهذا يؤكد لنا بأنَّ المملكة العربية السعودية أدت أدوارها الإسلامية والعربية والخليجية على أكمل وجه، ولكن يوجد هناك فئة سلبية تحسد التميز وتحارب الإبداع وتغتاظ من التألق الذي تحظى به المملكة العربية السعودية في كافة المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.. إلخ.
ختاماً..
يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه:
يكفيك من الحاسد أنه يغتمُّ عند سرورك.