مها محمد الشريف
حرصت المملكة العربية السعودية على تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر عام 2019. «استكمالاً لجهود المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ اتفاق الرياض، فقد قدمت المملكة للطرفين آلية لتسريع العمل بالاتفاق عبر نقاط تنفيذية»، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».
في هذه الأثناء، تنفيذ آلية الاتفاق التي تقوم على استمرار وقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، إضافة إلى تخلي الأخير عن الإدارة الذاتية، وتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة يمنية بالتناصف بين الشمال والجنوب، وتكليف رئيس الوزراء اليمني بتشكيل حكومة كفاءات، خلال ثلاثين يوماً، على أن تباشر الحكومة الجديدة مهامها في العاصمة المؤقتة عدن.
فضلاً عن تعيين محافظ ومدير أمن جديدين لمحافظة عدن، وكذلك شملت الآلية خروج القوات العسكرية من عدن، وفصل قوات الطرفين في أبين، هذا وقد وحد اتفاق الرياض كل الأطراف الرئيسية ضد الحوثي وعصابات إيران، وتداعياتها المقيتة على أمن اليمن.
بالمقابل أرسل الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، رسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تنمّ عن هزيمة إيران في دورها المشبوه في اليمن، يعرض فيها أفكاراً لمبادرة تنهي الحرب في اليمن. بينما بلاده كثفت من عمليات تهريب الأسلحة المتطورة للمليشيا الحوثية خلال العام الجاري، وعلى الرغم من ضبط التحالف لشحنتي أسلحة مؤخراً، إلا أن شحنات أخرى وصلت عبر سواحل الحديدة، وفقاً لمصادر عسكرية يمنية.
الأمر الأكثر غرابة رسالة تحث على السلام من رئيس إيراني سابق ليدعم الإرهاب ومن دولة ترعى الإرهاب، أطالت أمد الحرب في اليمن، وأرسلت الصواريخ البالستية على السعودية، ثم يتقدم نجاد بالمبادرة بصفته «عضواً» من المجتمع الإنساني -على حد قوله- وأنه تصله يومياً أنباء الأزمات العالمية من هنا وهناك، خاصة فيما يتعلق باليمن ويتأثر منها كثيراً، ولم يتأثر بالجرائم المروعة التي تحدث في الدول العربية بسبب بلاده.
إن الانتصار الذي حققته المملكة مع الأطراف المتنازعة هو توحيدهم ضد الحوثي وأذناب إيران، وذلك سيسرع من السلم والحل السياسي وسقوط الخونة الذين باتوا يشتكون من قوة الضربات العسكرية، فقد كان بمثابة بارقة أمل للدولة والشعب اليمني واليوم تحقق، وبداية لطريق صحيح، فكلما تكاتفت وتعاونت جميع الأطراف سيقف المجتمع الدولي معهم مرغماً، وتنحسر حالة الضبابية بالمواقف الغربية.
اتفاق الرياض فرصة ذهبية لاستعادة الاستقرار لليمن، والسبيل الوحيد لإنجاح هذه الجهود هو وحدة وتوافق الأطراف المتنازعة، فقد بذل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهوداً كبيرة على مدى سنوات، أثمرت عن قبول الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للآلية المقترحة من المملكة لتسريع وتفعيل تنفيذ اتفاق الرياض بهدف تحقيق الأمن والاستقرار وصناعة السلام والتنامي المتسارع لتطبيق القرارات والتشريعات.