د.عبدالعزيز العمر
أنا هنا لا أقصد أن تغلق المدرسة بسبب جائحة كورونا، ولكن لسبب سيتضح في ثنايا هذا المقال. في هذه المقالة أنا لا أنظر إلى المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية فقط، بل باعتبارها في النهاية مؤسسة اقتصادية، يفترض أنها تسهم في تحقيق التنمية الوطنية، وفي نمو الدخل القومي تحديداً، وإذا لم تحقق المدرسة هذا الهدف فستبقى عبئاً على الوطن لا تضيف له شيئاً. أعتقد أنك لن تجد بين التربويين في بلادنا من هو راضٍ عن أداء المدرسة لدينا، أو من يرى أنها تسهم تحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية بشكل مقنع. وإذا ما علمت أن ربع ميزانية بلادنا (وأحياناً أكثر) يذهب إلى المدرسة، فإنه من حقك أن تثير السؤال التالي: هل نستمر في الصرف على مدارسنا في الوقت الذي لا نجني فيه أي عائد اقتصادي اجتماعي من الصرف على المدرسة؟. طبعاً لن نفكر في إغلاق المدرسة إلى أن يتم الانتهاء من إعداد برامج إصلاحها، ثم نعيد فتحها (مثلما نفعل مع المؤسسات التجارية). علينا أن نستمر في إصلاح المدرسة في أثناء تأديتها رسالتها. دعني أقرب لك الصورة بمثال، عندما يكون جدول رحلات الطائرة مضغوطاً بحيث لا وقت كاف لعمل صيانة لها وهي على الأرض، فقد نفكر في عمل نوع من الصيانة البسيطة للطائرة وهي في حالة الطيران، وهذا ينطبق على المدرسة التي لا يمكن إيقاف عملها ريثما ننتهي من وضع تصور مستقبلي لها ثم تعود للعمل.