فوزية الشهري
ضيوف الرحمن في مشهد مهيب يسجله التاريخ وطوافهم حول البيت العتيق بإجراءات احترازية وتدابير وقائية نوعية وإدارة سعودية احترافية وخدمات متكاملة في حج هذا العام رغم تفشي الكورونا وإيقاف كثير من الفعاليات الدينية والاجتماعية، لكن كان حرص السعودية كبير لإقامة شعيرة الحج وحصرته بأعداد محدودة جداً، وجاء إعلان القرار في بيان أصدرته وزارة الحج والعمرة في السعودية بهذا الصدد.
وأشار البيان إلى «خطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا».
وبررت الوزارة القرار بالحرص على «إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم». ونرى الآن جماليات الإدارة ودقتها وبعد نظر القيادة رغم أنه سبق موسم الحج دعوات مسيسة من قطيع الأخوان والمأجورين والداعم لهم قناة الفتنة «الجزيرة» والتي شنت هجومًا على الحكومة السعودية، وتسعى لاستغلال هذه الظروف لتشوية القرار والتقليل من مكانة المملكة وما تقدمه من عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين والذي تضعها السعودية أولوية قصوى في اهتمامها، وهي من تمتلك خبرات تراكمية تجاوزت 80 عامًا.
لكن يأتي دائماً الرد السعودي بشكل أفعال تراه أعين العاقلين، فحج هذا العام يمكننا وصفه باستثنائي واحترافي وحققت به المملكة إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام مراعية فيه حفظ النفس البشرية والتي أمر الإسلام بحفظها وصيانتها.
الحملة المسيسة التي شنت على المملكة من قطيع الإخوان المتأسلمين، وبقية المرتزقة، عندما اتخذت السعودية قرارها الحكيم في حج هذا العام. وهذه الحملة التي لم تحمل حتى قليلًا من العقلانية أو الرجوع لنصوص الدين. قابلها تطبيل من الزمرة ذاتها للمهرج أردوغان الذي جعل الدين مطية له لإنقاذ شعبيته في الداخل والتغطية على هزائمه الخارجية. ولو فكر هؤلاء المؤدلجون ماذا قدم أردوغان ببطولته المزعومة في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لوجدوا الحقيقة الواضحة للعيان، هل نصرة الدين باستفزاز العالم باسم الدين؟!، ماذا لو قامت الدول بتطبيق ما فعله أردغاون مع المساجد وتحويلها لمعابد وكنائس وما شعورنا كمسلمين؟ هل طبق الإسلام في تركيا ولم يتبق إلا آيا صوفيا لتكتمل معها دولة الخلافة المزعومة؟، بالطبع لا فتركيا دولة جعلت الدعارة قانونية وأيضاً المثلية، ولكنها تتمسح بالدين للتأثير على بعض الجهلة والوصول إلى أغراض بعيدة كل البعد عن الدين.
عزيزي المطبل لأردوغان أيهما أولى وأهم لنصرة الدين! هل لكم عقول تفقهون بها أو آذان تسمعون بها؟!
عزيزي المؤدلج يا من تخفي أو تعلن ولاءك ومحبتك لأفعاله وتأييدك له، لقد خلق الله العقل للتفكير وإدارة الأمور والقضايا وتحليلها واختيار الأصوب والأصح وللتأمل وميز به الإنسان عن سائر المخلوقات، هل تستطيع أن تبتعد عن التبعية وأن تعمل عقلك وتتفكر وتتدبر ولا تكون ممن تنطبق عليه قول الله تعالى {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.
وختامًا أقول بشعار (بسلام آمنين) تخدم المملكة حجاج بيت الله وتنشر قيم التسامح ووسطية الدين وحفظه للنفس البشرية وتطبق كل الاحترزات الوقائية، وهي الصورة المتحضرة الناصعة التي يجب أن يمثل بها الإسلام.
الزبدة:
لا تخش أبداً أن تجلس للحظة وتفكر
«لورين هانسبري»