فهد بن جليد
أضحى مبارك، تقبل الله من الجميع، هذا العام ربما تتوافر كميات أكبر من لحوم الأضاحي في البيوت -مع توقع انخفاض تهادي اللحم- نتيجة مخاوف كورونا، ما يعني أنَّ الناس ستضاعف من جلسات المشاوي والمقالي، وكل هذا سيكون على حساب الصحة العامة وخطر السُمنة، التي بدأت بريطانيا مشروعاً وتجربة عالمية لخفض معدلاتها بخطوات تستحق المتابعة، وبالمناسبة من أسرار الملاكم العالمي المسلم الراحل محمد علي كلاي أنَّه لم يكن يحتاج في اليوم الواحد لأكثر من 120 جراماً من اللحم فقط، رغم ما يبذله من جهد كبير بجسمه الضخم، بالمقابل لك أن تتخيل أنَّنا كأشخاص عاديين نتناول ضعفي هذه الكمية -دون أن نشعر- ولا أعرف ما هو المعدَّل المتوقع في عيد الأضحى هذا العام بمستجداته.
بحكم أنَّ موضة المعايدات هذا العام عبر (الأون لاين) بسبب جائحة كورونا، تواصلت بالاتصال المرئي ليلة البارحة مع أحد الأصدقاء المصريين في القاهرة وهو طبيب استشاري، ولاحظت أنَّ وزنه قد زاد فسألته: (يا بروف أنت تخنان، ليه كده والعيد لسه في أوله)؟ فأجابني (كله من اللحمة وكورونا)، من المؤكد أنَّ هناك ارتباطاً علمياً بين زيادة الأكل وارتفاع معدلات السُمنة ومخاوف إصابة كورونا، فالناس تأكل اللحوم والوجبات السريعة أكثر هذه الأيام، هرباً من نكد (كوفيد19)، وحتى تشعر بالعودة الطبيعية للحياة.
تذكرتُ هنا حج عام 2013م الذي جمعني (بالبروف محمد)، وقد كتبتُ حينها مقالاً عن الحوار التالي الذي دار بيني وبينه ظهر (يوم عرفة)، فبينما نحن في الخيمة نلهج لله بالدعاء ونتضرع إليه، لفت انتباهه كطبيب (معدلات السُمنة) المرتفعة بين الحجيج، فقال لي (الإنسان لا يعلم أنَّ 70 جراماً من اللحم تُسلق مع خضراوات بسيطة تكفيه يومياً، وما زاد من طعام لا حاجة له، خصوصاً مع قلة الحركة وعدم المضغ الجيد)، وبينما نحن كذلك وضع الغداء أمامنا (صحن مليء بالرز واللحم)، فتربع (البروف) على غير عادة الأشقاء المصريين وبدأ (يلتهم) الرز و(ينهش) اللحم وهو يقول: (بُص) يا حج فهد، أسوأ حاجة تعلمتها عندكم (الأكل باليد)، (ما بتعرفش تزبط وتعاير) كمية الأكل، قد تتناول (أكثر من حاجتك) دون أن تعلم، وهذا من أسباب السُمنة عندكم، وقد كُنت أتناوب معه (الهجوم على الصحن)، مُعقباً على كل معلومة يقدمها بقولي (يا راجل)!.. عيدكم مبارك.
وعلى دروب الخير نلتقي.