الكويت - خاص بـ «الجزيرة»:
دعت دراسة علمية الهيئات والأمانات المختصة بالأوقاف إلى أن تساند الدول عند تصديها لفيروس كورونا COVID - 19 بكل ما أوتيت من إمكانات الوقف، وأن تستفيد من الدروس التي عاشها العالم بسبب تفشي وباء كورونا، فلا بد من إعادة النظر في الأوقاف؛ بحيث يتم تطويرها لتواكب المستجدات والظروف الطارئة، وتنويع الاستثمار، والانتقال بالوقف من حيز الإسعاف للمجتمع إلى الإبداع، ومن ضيق الواقع إلى النظرة المستقبلية الممتدة.
وشددت الدراسة البحثية المعنونة بـ»نوازل الوقف المتعلقة بجائحة كورونا المستجد Covid - 19 - دراسة فقهية تطبيقية» للدكتورة مريم بنت عبدالرحمن الأحمد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الكويت، شددت على الحد من البيروقراطية الإدارية التي تواجهها مرافق أي دولة، خاصة في وقت الأزمات، والتي قد تعطل حاجة المجتمع، ونشر الوعي لدى المؤسسات والأفراد بأهمية الوقف، ودفع أصحاب الأموال إلى الوقف الخيري المطلق، الذي يساعد هيئات الوقف في توجيه الأوقاف عند الأزمات بسهولة ويسر.
وأكدت الدراسة أهمية تحديد سلم الأولويات في الهيئات والأمانات التي تدير الأوقاف، وأن تكون مواجهة الكوارث التي تواجهها الدولة وقت الأزمات في أول أولوياتها، وكذلك تبادل الأفكار والرؤى بين هيئات الأوقاف، والتواصل مع الاقتصاديين والاجتماعيين والتربويين وغيرهم، بما يعزز العمل الجماعي.
وأظهرت نتائج الدراسة البحثية أن للوقف الإسلامي دوراً بارزاً في التصدي لوباء كورونا COVID 19، حيث إن الوقف يقوم في أثناء وباء كورونا بدور بارز في التكافل الاجتماعي، من خلال تفريج الكربات وسد حاجات الأفراد والدولة،كما يعمل على دعم الدولة في جائحة كورونا، تحقيقاً لمقاصد الوقف العظمى في حفظ الضروريات، وكذلك تراعى المستجدات والطوارئ التي تتعرض لها البلاد عند توجيه مصارف الوقف، وبما يسهم في رفعها.
وكشفت الدراسة على أنه يجوز اقتراض الدولة من ريع الأوقاف عند الضرورة كجائحة كورونا، وعند وجود فائض عن حاجة الوقف، مع انعدام التمويل من غير الأوقاف، وشريطة أن تتحقق بذلك المصلحة لعموم المسلمين، مع التوثيق، والالتزام بالسداد على الراجح من أقوال العلماء،كما تعد جائحة كورونا من الضرورات التي يجوز معها تغيير شرط الواقف، مع مراعاة أن الضرورة تقدر بقدرها، والعودة إلى شرط الواقف عند انتهاء الوباء، وتعد جائحة كورونا من النوازل التي تحتاج إلى نظر فقهي دقيق في أحكام الوقف، يراعي الضروريات والحاجيات والتحسينيات، التي توجب تغير الفتوى، وعدم تسويتها بحال الاختيار والسعة، واستشهدت الدراسة بما قدمته الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت من المبادرات عند تصديها لوباء كورونا وهذه المبادرات تقع في رتبة الضروريات والحاجيات.