ميسون أبو بكر
كل عام وقرائي الكرام بخير، فعيدنا أمن وأمان ووطن ندور في فلكه وننتعش بمجده، وأنتم بخير أيضاً من أذى مشاهير السوشيال ميديا وأذى بعضهم الذي تعدى غرق متابعيهم في إعلاناتهم وزيادة الطاقة الشرائية لدى مجتمعاتنا والخلافات في الأسرة نتيجة اللحاق ببهرجة إعلاناتهم ومحاولة لحاق ركبهم إلى قضايا غسل الأموال التي كانت حديث الساحة الخليجية بعد ما أعلن النائب العام الكويتي المستشار ضرار العسعوسي التحفظ على عدد من مشاهير السوشيال ميديا ومنعهم من السفر بسبب تورطهم مع شبكات غسل الأموال التي استغلتهم كواجهة لنشاطها الذي يدعم المخدرات والإرهاب في العالم ومنها حزب الله الموضوع على قائمة الإرهاب العالمية.
هناك مثل حفظته عن جدتي أطال الله بعمرها «ما زاد عن حده انقلب ضده»، ولعل هذا التضخم الذي شهدته البنوك مؤخراً في حسابات هؤلاء كما فحش الحياة وبذخها لم يكن ظاهرة جيدة في مجتمعنا بل وباء ونمط دخيل عليه قلب الموازين.
بعد أن كانت العقارات سابقاً واجهة لغسيل الأموال أصبحت اليوم إعلانات المشاهير الوهمية، وملأتنا تفاصيل حياتهم اليومية بكل غث، وتباهيهم بالبذخ والصرف والرحلات على متن الطائرات الخاصة والسيارات الفارهة والمجوهرات الباهظة، وشقق التمليك في تركيا وغيرها التي يروجون لها رغم أن الدولة المذكورة تعتبر دولة معادية للخليج وغير آمنة للسياح الخليجيين.
هناك ضرورة ملحة اليوم لرقابة مشددة تفرض على هؤلاء لوقف هذا النزيف والفساد لشبكات إجرامية تهدد أمننا واقتصادنا وسلامة مجتمعنا، وما قامت به دولة الكويت هو مكافحة الجريمة التي تفرضه قوانين الأمم المتحدة وأنظمتها، وإن سجن هؤلاء حسب مطالبة محامين كويتيين هو حماية لهم من تصفيتهم من قبل الشبكات الإجرامية العالمية المتورطين معها، حيث يعتبر اغتيال بعض المشاهير في العراق من قبل شبكات لغسيل الأموال مثالاً حياً لهذا.
القوانين الصارمة وقواعد مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والرقابة التي فرضتها مؤسسة النقد العربي السعودي تجعل هؤلاء تحت المجهر ولا تترك مجالاً لنشاطهم في المملكة، وهذا من المطمئن حيث يعتبر هذا الأمر خطراً يهدد المجتمع تحت مظلات ملونة قد تضلل البعض.