خالد الربيعان
حتى الاسم جميل، مهد، هي اللفة التي يلف بها الوليد لاحتوائه ليستريح وينمو، مهد هو مشروع بقرار آخر تاريخي في أقل من شهر من وزارة الرياضة السعودية بعد رابطة الأكاديميات، جاء الوقت اللي نهتف باسمك، اللي نوقف معاك، اللي نأخذ بيدك، شعار جميل أتمنى أن نرى نتيجته برؤية منتخب قوي يجعلنا نقول الله من القلب بفخر في المستقبل القريب.
«الصقر عروبتنا، النخلة ثقافتنا، الشعلة مسيرتنا، الذهب هدفنا»، لا أعلم من صاغ تلك الكلمات لكنها «جميلة».. «مهد» أضخم وأول أكاديمية تم إنشاؤها للتخصص في اكتشاف وتطوير المواهب السعودية، لأن «أكثر جملة يرددها الوسط الرياضي: عندنا مواهب كثيرة بس وين اللي يشوفها»، حقيقة.. ليس في المملكة فقط بل في أغلب دول المعمورة.. فقط من حاول أنه «يشوفها»: أصبح من الكبار وله اسم على الخريطة.
منذ سنوات نتكلم في هذا، عن المراهق السعودي الذي وجدناه يرتدي طقم كرة قدم كامل في ملعب مستأجر لينظر له الكل في دهشة، مجنون بكرة القدم، رغمًا عنه موهبة وضعها الله فيه، يأتي كل مرة ليجعل من في الملعب يضربون كفًا بكف وهو يدمر آمالهم في المساس بالكرة ثم لا يتركها إلا بالمرمى، رأينا ذلك بأعيننا وتساءلنا وقتها عن مصير هذا الولد..وغيره.. الآن يمكن لنا التوقع بشيء من التفاؤل، إنه وغيره قد يكون لهم فرصة في ارتداء قميص رأوه على ماجد وسامي والثنيان والعويران.
عن هؤلاء الذي حاولوا «يشوفونها» تكلمنا كثيرًا كيف كانوا وإلى ماذا وصلوا: التجربة الألمانية وانحدار بعد مونديال 90 الذي حققوه وحتى 2000 انتهت بثلاثية من كرواتيا وخروج مذلٍ أمام كاميرات العالم، بعدها كانت مذكرات إستراتيجية بها أفكار العقول الألمانية حول «كيفية النهوض» انتهت إلى الحل هذا «الأكاديميات، الشارع، الحارة، ملاعب الهواة، الأطفال الموهوبون الذين لا يعرفون كيف يصلون» فلنصل إليهم، كانت تجربة هواتنا كالمحترفين الشهيرة -يمكنك الاستزادة منها على الإنترنت- ثم إلزام كل نادٍ -في الوقت نفسه- ببناء أكاديمية ناشئين، وصل الاستثمار في هذا من الأندية لنصف مليار يورو وقتها.. ثم في مدة 10 سنوات شاهدنا نوير وهوفيديس وأوزيل وكروس ومولر يجعلون صحف البرازيل تنطبع صباح اليوم التالي للسباعية الشهيرة في قلب البرازيل: باللون الأسود.. ثم الذهب على المنصة..
في اليابان كانت تجربة السيد تاكاهاشي الذي قرر طبع كتاب عن كرة القدم وإلحاقه بالمنهج الدراسي حتى أصبحت اليابان بعد سنوات قليلة من القوى العظمى آسيويًا بتأهل 5 مرات متتالية لكأس العالم، ثم ارتفاع قيمة الدوري السوقية لتتجاوز 300 مليون يورو قيمة لاعبين رفعت اليابان للمراكز الثلاثة الأولى على مستوى آسيا..كل عام..
هناك هولندا، فرنسا، وأمريكا التي تعمل «حاضنات للمواهب» كان حصادها احتلال صدارة جدول الميداليات الأولمبية بشكل عجيب، خاصة في السباحة والجمباز وألعاب القوى، كل هذه تجارب حية رأيناها تدل على صحة تجربة «مهد» وتزيد من التفاؤل بها، فـ»رؤية بطل سعودي يشارك في البطولات العالمية» أحد أهدافها الأساسية.
من سن السادسة، في كافة المدن والمناطق السعودية، مفردات مثل المدرسة، معلم البدنية، عربات تقنية تتبع وزارة الرياضة، مسح موهبة 1.7 مليون طفل سعودي، أهداف مثل نصف نهائي المونديال خلال 10 سنوات، و5 ميداليات أولمبية ترتفع لـ10 بحلول 2032، أسماء كبيرة للغاية حضرت افتتاح التجربة وتكلمت عنها مثل فارانداس وجوزيه مورينيو وفابيو كابيللو.. أمور طمأنتني بشكل شخصي بظهور «جيل رياضي بطل» في المستقبل القريب..بإذن الله.
زبدة المشروع
لا تجامل وأعطي الخبز خبازه في جميع التخصصات... انتهى..... التوقيع.... خالد