علي الصحن
يتحدث بعض النصراويين عن عدالة المنافسة بسبب غياب لاعب واحد، وهم من هلل ورحب لغياب مجموعة من أهم لاعبي فريق الهلال في الموسم الماضي، ويطالبون بأن تتدخل وزارة الرياضة واتحاد الكرة من أجل العدالة، دون أن يتحدثوا عن فشل إدارة النصر في التفاوض مع اللاعب أو وكيله كما حدث مع الهلال والبرازيلي ادواردو، ويؤكدون في كل مرة حجم التأثير الفني الذي سيخلفه غياب اللاعب دون أن يأخذوا رأي مدرب الفريق، ويؤكدون أن الفريق سيتأثر وسيعاني من غياب لاعب واحد غير مدركين أن في ذلك تقليلا من فريقهم ولاعبيه، ولو تحدث إعلامي أوكتب ناقد عن النصر وأنه فريق يتأثر بغياب لاعب واحد، لغضب النصراويون وذهبوا للتأكيد بأن فريقهم يعج بالنجوم، وأن النصر بمن حضر، وأن (..العالمي..) ليس الفريق الذي يتوقف على لاعب واحد أياً كان هذا اللاعب، وأياً كان مستواه وحجم حضوره!
من الأفضل للنصراويين الهدوء أمام غياب لاعب واحد، فهذا الهلال مثلاً حقق دوري أبطال آسيا بأربعة لاعبين أجانب فقط، وهذه الأندية الأخرى في الدوري تعاني من غياب لاعب لم يحضر بعد استئناف التدريبات، أو مدرب اعتذر عن إكمال المهمة، ولم يحدث منها ولا من أنصارها ما حدث من بعض المحسوبين على النصر الذي يظل فريقاً قوياً منافساً لا يرضى محبوه الحقيقيون بأن يقال عنه فريق اللاعب الواحد، ثم إن غياب اللاعب قد يحدث تحت أي ظرف للإصابة أو البطاقات الملونة، أو بسبب تأخر المستحقات، أو المطالبة بالمساواة مع لاعب آخر، وهذه أمور تحدث كثيراً، فهل نعود للحديث عن عدالة المنافسة وضرورة تدخل الجهات المختصة لفرضها؟.
الغريب هنا هو محاولة الزج باتحاد الكرة ووزارة الرياضة في الموضوع، فما هو المطلوب منها بالتحديد؟ هل تتفاوض نيابة عن النادي أم تجبر الأندية الأخرى على عدم المشاركة بالعدد الكامل من اللاعبين الأجانب؟ وهنا أشير إلى أن فريق الهلال الذي تحدث النصراويون عن غياب لاعبهم في مباراتهما المقبلة نادراً ما يلعب بالعدد الكامل من الأجانب وفي الغالب هو يلعب بأربعة لاعبين أو خمسة على الأكثر، والسبب أن لكل مدرب طريقته ومدرب فريق الهلال يبني طريقته على العدد الذي يناسبه من اللاعبين الأجانب ويترك البقية أوراقا رابحة بجانبه تحسباً لظروف المباراة، بجانب أن لديه من اللاعبين المحليين المميزين ما يسد حاجته ويخدم أسلوبه، وأعتقد أن مدرب النصر (الفاهم) يدرك ذلك، ويؤمن أن غياب لاعب لن يكون بذلك التأثير، وأنه لو قال: إنه سيتأثر من غياب لاعب، فسوف يحسب الأمر عليه بالتأكيد.
على كل حال عدالة المنافسة ليس لها علاقة بحضور لاعب وغياب آخر، ومحاولة الزج بها مجرد محاولات بائسة في هذا الجانب لا أقل ولا أكثر، ومن يردد هذه العبارة هم أكثر من يدرك ذلك بالتأكيد.
خاتمة
تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير