مها محمد الشريف
كشفت صحيفة ألمانية في تقرير لها تورّط قطر في تمويل مراكز دينية وجمعيات تتبع تنظيم الإخوان في ألمانيا لتنفيذ أجندته ونشر أفكاره، وقالت صحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» الألمانية إن جمعية «قطر الخيرية» تتولى تنفيذ مخططات نشر فكر وأجندات تنظيم الإخوان، معلّلة ذلك بعدد من الوثائق التي موَّلت قطر بها نحو 140 مسجدًا ومركزًا يتبعون الإخوان، بنحو 72 مليون يورو.
ولا يسعنا، مهما يكن من أمر، إلا أن نشدد على خطر هذا التنظيم المتواري خلف شياطين تخطط وأجندة تنفذ، لحروب أهلية وإقليمية وهدر لمقدرات الدول بإقحامها في عمليات الإرهاب وجماعات إرهابية وعصابات من القاعدة وداعش، ولم يعرف العرب إلا حالة فوضى استنزفته كلياً.
وهو ما سيترجم إلى قوى أجنبية ترعاه وتوجهه مع قيادة قطر وأردوغان وإيران، الذين يسيرون على خطى العنف والتطرف والإرهاب وقالوا عنه الإسلام السياسي، خبراء في تفخيخ السيارات وإطلاق قذائف آر بي جي وغيرها من الصواريخ، فروا من مصر ودخلوا للدول العربية بعد تنسيق مع دولة قطر، التي تعد الراعية الأولى للجماعة الإرهابية، والتي تحرك إخوان المنطقة.
لذلك لن ينتهي هذا المزيج في كل مراحله المتوترة العنيفة إلا بتصنيفه منظمة إرهابية والقضاء عليه، فقد قال رئيس المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب، جاسم محمد، إن قطر باتت منذ سنوات متورّطة في دعم الجماعات المتطرّفة، وأضاف في حوار مع «سكاي نيوز عربية»، أن «هناك انتقادات كثيرة للحكومة الألمانية من طرف أحزاب وكتل داخل البرلمان بسب تقديم ألمانيا الجانب الاقتصادي على الجانب الأمني، حيث قال: «إن المال القطري وصل تقريباً إلى نحو 30 مليار في ألمانيا، كما أن الاستثمارات القطرية استطاعت أن تصل إلى رؤوس بعض الأحزاب الألمانية».
ليس مفاجئاً، في ظل هذه الظروف، أن تكون مرحلة التنظيمات خطيرة وكل يوم تشكّل صدمة للأمة العربية ولدول العالم بكل الأشكال الوحشية التي يمارسها نظام قطر وحلفاؤه الذي أكد مساره الأشد بشاعة وهو واقع أكثر دموية، ولجأت جماعة الإخوان إلى الجامعات المنتشرة في دول الغرب، وتوجه هذه الاختراقات إلى الجامعات التي يوجد بين طلابها جاليات عربية وإسلامية، ورصدت جماعة الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية أموالاً طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية
تكون مهمتها التنسيق مع بعض الجامعات الغربية وبخاصة البريطانية والأميركية من أجل عقد ندوات ومؤتمرات للوفود الإخوانية التي تزور تلك الدول، وتشكِّل نفوذاً مادياً قوياً وذلك من خلال توظيف أجندتها وتشويه تاريخ بلدانهم وموجات من القناعات المزيَّفة وإضفاء مزيد من الضبابية ومفاقمة مصائب النزاعات والصراعات في حياة المنطقة السياسية.
وقد أدى التوافد المتزايد باستمرار من جماعة الإخوان إلى أوروبا وأمريكا لتحقيق هدف واحد وهو التحريض ضد الحكومات العربية التي صدت المشروع الإخواني المدمر في المنطقة ومنعت الإخوان من تحقيق أهدافهم الوصولية وتدمير الشعوب العربية، أي أن هدف هذه التشكيلات هو الانتقام من الأنظمة والشعوب العربية على حد سواء، إلى متى نكتب عن اعترافات ولعنات هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية والعالم يحمل مرآة تعكس أعمالهم الإجرامية بصمت؟