العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لم تعد قطر دولة عربية ذات شأن، أصبحت دويلة تحكمها الأجندة الخارجية والذين استضافتهم قطر ليقطعوا أرزاق القطريين المغلوبين على أمرهم، حيث أصبحت خيرات القطريين لغير القطريين.. نهبها الإخوان الفاسدون وأردوغان المحتال الأشر الذي جعل من قطر ولاية من الولايات التابعة له، وأذل حاكمها ووزراءها عياناً بياناً.. وذهبت أغلب أموال الدويلة القطرية إلى شركات العلاقات العامة لتحسين صورة (الحمدين) الموحلة في دعم العنصرية، والتطرف، والإرهاب، ورغم ذلك تلقى هذا النظام ضربات موجعة، ومخزية، كشفت عنها الفضائح المعروفة، إعلامياً بـ(تسريبات خيمة القذافي)، وشهدت الأيام الماضية فضائح حكام قطر وتآمرهم الدنيء والخسيس ضد المملكة العربية السعودية ورموزها، وأُزيح الستار عن أفعال جعلت حكام قطر يطأطئون رؤوسهم خجلاً مما ارتكبوه بحق الأُخوّة العربية والجوار، وخرجوا من طور الأصالة العربية، إلى أطوار الخبث والدناءة، وقلة الحيلة، وخيُلائهم واستعلائهم كالنعام التي تخفي رأسها في التراب وتنسى بقية جسمها، لقد شهدت الأيام القليلة الماضية نشر تقارير إعلامية وحقوقية، ورسمية غربية، تكشف الوجه الحقيقي للنظام الحاكم في قطر، وتدين انتهاكاته وتبرز جرائمه، كما أبرزت وسائل الإعلام الغربية، والتسجيلات المسربة التي تكشف عن عنصرية النظام الحاكم في قطر، وسيطرة جماعة الإخوان الشيطانية على كل شاردة وواردة في قطر، وامتلاكهم لأمور قناة الخراب (قناة الجزيرة)، وهذا واضح وجلي وليس فيه أي شك أو غموض.. إن قناة الجزيرة إخوانية بكل تفاصيلها وطوائفها، وأساليبها، واتجاهاتها، وأكبر دليل على ذلك التسجيل المسرّب الذي تم نشره في الأسابيع الماضية، في حوار دار بين حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر الأسبق، وأحد أقطاب «تنظيم الحمدين» في الدوحة، والقذافي، يعترف فيه حمد بسيطرة الإخوان بشكل كامل على قناة الجزيرة، ويظهر في التسريب صوت القذافي، وهو يؤكد سيطرة الإخوان على قناة الجزيرة قائلاً: (أنا أتفق معك وأقول لك صح هذا الكلام). وأكد التسجيل أن القناة تعد بمنزلة ناطق باسم التنظيم الإرهابي، وهو ما يفسر الدفاع المستميت لها عن الإخوان وعملياتهم، والسعي لترويج أفكار جماعة الشر الإخوانية بشكل لافت وخبيث، فقد نشر موقع (جلوبال ووتش أناليسيس) (Global Watch Analysis) الفرنسي نص التسريبين تحت عنوان (عندما وصف أمير قطر أوباما بأنه عبد واعترف بقبضة الإخوانلى «الجزيرة». فماذا بعد كل هذه الفضائح والانحطاط السياسي الذي بلغ ذروته في عامنا هذا 2020م، لقد كشفت التسريبات الأخيرة الوجه الحقيقي لحكام قطر التائهين، كما أتت هذه التسريبات في إطار جهود إعلامية غريبة لكشف حقيقة هذا النظام التائه وطريقة تفكيره، تفند مزاعمه حول استقلالية إعلامه المريض والمشبوه، كما يؤكد ويدحض مزاعم استقلالية القناة ويكشف الأدوار وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة ثم أيضًا تكشف لنا أمورًا أخرى حول دعم دويلة قطر المباشر لجماعة (إخوان لندن) لضرب الدول العربية وهو امتداد لأجندة إخوان قطر، اتضح ذلك جلياً بما لا يدع مجال للشك في حديث رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا/ عبدالرحمن نوفل حيث قال: «إن بعض العناصر من جماعة الإخوان ينتشرون في بريطانيا وسائر الدول الأوروبية ويعرفون باسم (جماعة لندن) وتُقدم لهم السلطات القطرية دعماً مادياً ولوجستياً كبيراً للعمل بشكل ممنهج ومنظم لضرب مصداقية الحكومات العربية أمام شعوبها، والتشكيك في منظمات المجتمع المدني المناهظة لها». وكشف نوفل عن أن «من يزعمون أنهم يتحدثون باسم المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع بريطانيا هم عناصر جماعة الإخوان يحملون جنسيات عربية مختلفة، ولا يخجلون من حصولهم على اسم (المنظمة الأم) العاملة في القاهرة منذ 1993م لاستغلال هذا الاسم في مخاطبة الرأي العام، وخاصة العرب المقيمين في بريطانيا وأوروبا، لتحقيق هدفين رئيسين هما: الأول زرع الفتة والشقاق بينهم، وتأثير تصدير صورة مزيفة، ومضللة عن شكل الدول العربية وخريطتها السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، لقطع أي تعاطف، أو تفاعل بين المواطن العربي المقيم في بريطانيا، وأوروبا وبين وطنه الأم أيًا كان.. وكل هذه الأعمال بدعم وتمويل من قطر».. وهذا غيض من فيض فهناك كثير من الفضائح والمصائب التي كشفها العوار القطري وإعلامه الإخواني، أما في تدخلاته السافرة في ليبيا، ودعم الإرهاب في اليمن، وفي سوريا وحتى في أفريقيا فحدث ولا حرج، والمصيبة والطامة الكبرى تآمره الدنيء مع تركيا، وإيران، وأثيوبيا ضد مصر والسودان في الاتفاق المعروف بـ(التحالف المحيطي، ورأس الرمح الثلاثي، والميثاق الشبح، وسارية السفينة)، وهذا يحتاج إلى مقالة أخرى مفصلة حول التآمر القطر حول موضوع سد النهضة.. من هنا يتبين لنا عوار وخبث ولئامةلطغمة السياسية في قطر ونهجها المُخزي الذي أصبح معروفاً في كل مكان، ولن تدوم هذه الحالة، وسيقع حكام قطر في شر أعمالهم، ولن تُجدي معهم الثروات المبعثرة، وتوظيف الكلاب النابحة في إعلامهم المفضوح المُسيطر عليه إخوانيًا، وإن غداً لناظره لقريب...