عثمان بن حمد أباالخيل
من خلال بحثي عن تعريف الشهرة لمْ أجد تعريفاً واحداً بل عدة تعاريف وجميعها تصب في نهر واحد نهر الأنا، الشهرة تميز إنساناً في عمل ما عمل يضيف شيئاً إيجابياً للناس وعلى الأقل لمن يحيطون من حوله، وهو انتشار إيجابي أو سلبي تجعله معروفاً ربما لمئات أو الألف وهناك من يصل إلى الملايين. لست ضد الشهرة لكنني ضد الشهرة الإيجابية التي تبقى زمناً طويلاً وليس كنور البرق. وما أجمل الشهرة حين تأتيك وأنت لا تدري وهم كثُر وهم من يعملون بصمت. أحقاً هناك من وصل إلى قمة الشهرة دون أن يقدم محتوى ذو فائدة؟ إنه الإعلام بكل أشكاله وألوانه. كيف تهرب الناس من وسائل التواصل الاجتماعي الذي أصبح يدخل البيوت من الأبواب والنوافذ والتي تنقل معها الغث والسمين.
حب الظهور دون محتوى مفيد، حب الشهرة يكشف مدى سطحية أولئك المشاهير الذين يكشفون ويقتحمون خصوصيات الناس لجذب متابعين هم البعض الاطلاع على ما يحدث من تناقضات اجتماعية. استغلال بعض الهفوات وتكبير المواقف بمنظار فحص فيروس كورونا، واستغلال الأطفال في جلب الأموال والذي يعد نوعاً من تحكم القيم الإنسانية. إن شهرة الأطفال على مواقع التواصل تقتل فيهم براءة الطفولة وتجعل المُشهّر ينشهِر. أقتبس بيت الشعر أبو العلاء المَعَرِّي:
(وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم
بإخفاء شمس ضوءها متكامل)
إنها شهرة عنتر بن شداد في حب عبلة وشهرة قيس بن الملوح وليلى، وروميو وجوليت. إنها شهرة خالدة خلود وادي الرمة.
للأسف هناك شريحة من المشاهير والمشهورات يريدون الشهرة السريعة دون مراعاة في كثير من الأحيان المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية والتعاليم الدينية، نصيحتي لهم العودة إلى الواقع وممارسة حياتهم الطبيعية بدلاً من هذه الحياة المصطنعة فكل أمر مصطنع لا بد أن يعود إلى أصله أو الضياع في عالم المجهول. إن هوس الشهرة السلبية إنها شهرة مزيفة أصحابها يعيشون في الظل وإن تمتعوا بالشمس لوقت قصير، كفوا عن البريق فليس كل شيء يلمع ذهب. وكفوا عن تلك المقاطع العجيبة غير اللائقة إن نسيتوا تلك المقاطع فالناس لا ينسون والمجتمع لن ينسى.
الشهرة الإعلامية ليست شهرة، الشهرة عندما ترفع رأس الوطن عالياً وترفع معه رأسك في عمل يخلد فيه الوطن وأنت معه، الشهرة تكون في مجال الطب والاختراع، الشهرة تكون في التقنية والبحث العلمي، الشهرة في مجال علم الفضاء والفيروسات، الشهرة عندما تكون عالمياً سعودياً وهذه بعض نماذج الإنسان السعودي المشهور عالمياً ومنهم: غادة المطيري البروفيسورة توصلت باكتشافها إلى الحصول على معدن يمكن الضوء من الدخول إلى جسم الإنسان في رقائق تسمى «الفوتون»، وفيلسوف وجراح وعالم في علم المخ والأعصاب وخبير الجيوستراتيجيا العالم نايف الروضان، والكثير من العلماء السعوديين والعالمات السعوديات الذين نفتخر بهم.