لقد وضع الإعلام الجديد بمنصاته المتعددة تحديات كثيرة أمام المسؤولين عن الإعلام، بعد أن نجح الإعلام الجديد بآلياته وأدواته في استثمار ثورة الاتصالات التي جعلت تداول الأخبار على مدار الساعة أمراً يسيراً سقطت أمامه الحدود الجغرافية، ولم يعد الصحفي التقليدي يفي بمتطلبات العمل في الإعلام الجديد إلا من خلال تطوير مهاراته وأدواته عن طريق الدورات المهنية الاحترافية وورش العمل، إن التحدي في مجال الإعلام أصبح أكثر شراسة من الماضي، ويتطلب تشريعاً يدعم العاملين في هذا المجال، ويحمي حقوقهم من كل الذين استغلوا سهولة تأسيس المواقع ونشر الأخبار الكاذبة والمغرضة، وفي الحقيقة فإن مجال الإعلام الإلكتروني يستحق الاهتمام، خاصة بعد أن تغيرت طبيعة المتلقي الذي بات يبحث عن محتوي يلبي اهتماماته، بالإضافة إلى أن العاملين في الإعلام الجديد هم الذين يستولون دفة القيادة وسط فوضى السوشيال ميديا وما تحمله من أكاذيب وأخبار مغرضة. من هنا نقترح على معالي وزير الإعلام الذي يبدي حماساً هائلاً واهتماماً كبيراُ بمستقبل الإعلام السعودي، الاستفادة من الخبرات الإعلامية القادرة على العطاء من خلال خطة إعلامية واضحة، والحرص على التواجد في الأحداث العالمية، واستثمارها لإبراز الوجه الحضاري للمملكة، وتكثيف الأنشطة الإعلامية المرافقة للوفود المشاركة في المناسبات الخارجية، بالإضافة إلى التواصل مع الإعلاميين إلى بلادهم، باعتبارهم سفراء للإعلام السعودي، كما نقترح إنشاء مركز بحثي متخصص لدراسة وتحليل الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة ومواجهتها بالأساليب الإعلامية الصادقة، وفيما يتعلق بالصحافة الإلكترونية التي يبدي معالي الوزير اهتماماً كبيراً بها وحماساً واضحاً لها، فإننا نقترح التوجيه لعقد لقاء وورش عمل للصحافة الإلكترونية السعودية التي تم الترخيص لها بالصور والوقوف على تجاربها ومدى ما حققته من نجاح لدعم هذا النجاح، وفق المعايير التي تضعها وزارة الإعلام بالتعاون مع جوجل، بهدف تعزيز المصداقية لوسائل الإعلام الإلكترونية، واستثمار الخبرات الإعلامية السعودية وحماس الشباب في الصحف الإلكترونية للتصدي للدخلاء على المهنة، خاصة أن تدشين المواقع أصبح في متناول أي شخص، مما يمثل تهديداً واضحاً وصريحاً لأمن واستقرار المجتمع ويسيء لقطاع الإعلام الذي يعمل به قادة الفكر والرأي الذين يعملون وفق رؤية المملكة الواضحة لإطلاق الطاقات الإداعية للشباب للمساهمة الفعالة في بناء مستقبل الوطن، وسط التحديات التي تحيط بنا من كل جانب، وفي الختام يحدونا الأمل بأن تحظى اقتراحاتنا باهتمام معالي الوزير، واتخاذ ما ترونه مناسباً بما يخدم المصلحة العامة ويخدم الإعلام السعودي ويقف سداً منيعاً أمام الإعلام المضاد.
** **
- د. جاسم الياقوت