فهد بن جليد
هي طريقة -تستحق التأمل- طبقتها إحدى مغاسل الملابس بالرياض، بتحويل الملابس والسجاد الذي يتأخر صاحبه عن استلامه لأكثر من 90 يوماً إلى الجمعيات الخيرية، بعد إرسال (رسالة نصية) إلى الرقم المُسجل في الفاتورة يمنحه مهلة (أسبوع) قبل إيصالها للجمعيات الخيرية، الفكرة جعلت كثيراً من الناس يتعمَّدون إيداع الملابس والسجاد الفائض عن حاجتهم لدى (المغسلة) التي تقوم بالتنظيف والتغليف، وبعد انتهاء المُدة المُحدَّدة في الفاتورة تقوم بتحويلها للجمعيات الخيرية، هذه طريقة مبتكرة أتمنى أن تتوفر كخدمة لدى جميع المغاسل من باب التكافل والتعاون، وهي طريقة حضارية نافعة للتخلص من الملابس بدلاً من تراكمها في المغاسل حتى تصبح بالية، على أمل عودة صاحبها، فكثير من المغاسل تعاني من كميات كبيرة من الملابس التي لا يأتي أصحابها لاستلامها لأسباب مُختلفة، إلا أنَّ فكرة التبرع بها ناضجة ووفق الشروط القانونية المُتفق عليها في عقد أو (فاتورة الغسيل).
لا أعرف موقف من يتعمد إيداع ملابسه لدى تلك المغاسل، بقصد إيصالها بشكل لائق لمن يستفيد منها بدلاً من رميها في (صناديق) مليئة بالغبار، وتكون عرضة للشمس والسرقة والتطفّل، وإن كنت شخصياً أتمنى سداد قيمة الغسيل (مسبقاً) حتى لا تتكبد هذه المشاريع كلفة الغسيل والكي والإيصال، ولضمان استمرار هذه الخدمة الجانبية وتنشيطها أكثر، كأسلوب عملي ناجح لإيصال الملابس نظيفة بشكل مقبول لمن يستحق.
لا يجب النظر إلى الموضوع من زاوية هامشية وضيّقة، فتكدس الملابس في الخزائن أمر مُزعج، البعض يحتفظ ببعض الملابس لأنَّها تحمل ذكريات ومناسبات معينة وهذا مقبول نوعاً ما، ولكن حفظ ملابس لا حاجة لنا بها - يحرم آخرين من الاستفادة منها- رغم حاجتهم الماسة لها، فكرة قيام المغاسل الكبيرة بدور اجتماعي مُساند تبدو رائعة، وتستحق الإشادة والتطبيق والتشجيع، وهي التي تملك سيارات مُتكاملة تضمن إيصال الملابس والسجاد إلى مخازن الجمعيات بشكل لائق ومناسب يحافظ على صلاحيتها، ويقضي على تكاسل وصول بعض الأفراد للجمعيات الخيرية والتبرع المباشر بالملابس الزائدة عن الحاجة، بقي أن يتم ضبط الفكرة أكثر من الجهات الإشرافية على الجمعيات المُستفيدة، وتقنينها لتكون أكثر انتشاراً.
وعلى دروب الخير نلتقي.