د.عبدالعزيز الجار الله
تقدم شركة القدية للاستثمار طرحاً جديداً لم نعتَد عليه، حيث أعلنت عن: توظيف 17 ألفاً من الكوادر الماهرة من الشباب السعودي بحلول 2023م، عند افتتاح المشروع رسمياً، فقد تحوّلت القدية هذا العام من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التشييد، مع بدء أعمال التحضير للموقع الجاري حالياً. أما لماذا لم نعتَد على هذا الطرح لكونه أظهر الالتزام بالرقم المعلن للتوظيف ووقت التعيين، قياساً بالأرقام التي كانت تعلن سابقاً قبل رؤية السعودية 2030، والتي كانت تأتي بأرقام كبيرة عند الإعلان عن المشروع، تصل إلى توفير وخلق 100 ألف وظيفة، وربما نصف مليون وظيفة، وبعضها قد يصل الإعلان إلى حوالي مليون وظيفة.
كانت المشروعات التي تعلن قبل الرؤية 2030 لا تدخل الوظائف في جدولة وتمرحل محدد إعلان مفتوح وغير مقيد بمواعيد، بل قد لا ينفذ المشروع، أو يكتفى على أبسط صوره، وأدنى وأضيق الحدود، وقد تتبخر الوظائف والوعود، وبالمقابل لا ذكر لجهة رقابية ومتابعة تتبع أرقام الوظائف، والتأكد من تنفيذها ومطابقتها بما أعلنت، وربما أنها إضافة غير ملزمة للمشروع.
مشروع القدية فرصة حقيقية لخلق وتوفير الوظائف في جميع التخصصات: الصحية والعلوم الطبيعية والتطبيقية والقانون والتسويق والإدارة والإعلام. ولدينا جامعات حكومية وأهلية تخرج الطلاب في هذه التخصصات، وأيضاً لدينا من خريجي الجامعات العالمية يمكن الاستفادة منهم في مشروعاتنا الوطنية، في البحر الأحمر والخليج العربي والمناطق النفطية شرقي ووسط المملكة، والصناعات البتروكيماويات والصناعات الأخرى من المعادن الصلبة والسائلة الغازية وغيرها.
الرؤية السعودية عددت مصادر الدخل، ولم تجعل النفط هو المصدر الوحيد، وانتقلت من انتظار الطفرات الاقتصادية الذي يقوم على ارتفاع أسعار النفط، إلى الاستثمار المستمر، والتوقف عن الدورات الاقتصادية، التي تؤدي إلى تغيير الخطط بصورة سريعة وتوقف المشروعات ومعها غياب الوظائف المعلنة وفشل التوظيف.
إذن نحن في مرحلة جديدة من العمل الجاد والواقعية في الطروحات، ونتمنى من الله -عز وجل- أن ينجح اقتصادنا واستثماراتنا في هذا التوجه الجديد، ويتم توفير الوظائف للمواطنين خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتعلن بقية الشركات الأخرى عن حاجتها للوظائف، لأن رقم البطالة أصبح يكبر ويتضخم في معظم التخصصات حتى في التخصصات الاستراتيجية.