شهد الاجتماع الافتراضي حول الأمن المائي من أجل السلم والتنمية في العالم الإسلامي، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المملكة المغربية، وأمانة المنتدى العالمي التاسع للمياه (داكار 2021)، حضوراً دولياً رفيع المستوى، حيث أدار جلساته السيد كابيني كومارا، رئيس وزراء غينيا السابق، وشارك فيه السيد سيريغني مباي تيام، وزير المياه والصرف الصحي بجمهورية السنغال، والسيد لوييك فوشون، رئيس مجلس المياه العالمي، ومجموعة من أبرز الخبراء العالميين في مجال المياه، والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بهذا المجال.
وقد أكّد المشاركون في الاجتماع، الذي تم عقده للتحضير للمنتدى العالمي التاسع للمياه المقرّر عقده في العاصمة السنغالية داكار العام المقبل، على ضرورة العمل المشترك لتحقيق الأمن المائي، الذي هو أساس التنمية المستدامة في دول العالم الإسلامي وفي العالم بشكل عام. وطالب المشاركون بالعمل من الآن على وضع خارطة طريق لما بعد انعقاد المنتدى العالمي التاسع للمياه (داكار 2021) لتحقيق هذا الهدف الحيوي. وعبَّر السيد سيريغني مباي تيام، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، عن فخر السنغال باستضافتها للمنتدى العالمي للمياه (داكار 2021)، للمرة الأولى في دولة إفريقية صحراوية، مشيراً إلى أنه تحد كبير ستعمل بلاده على النجاح فيه، ويتطلب ذلك ضرورة ترسيخ التعاون ليحقق المنتدى أهدافه. ومن جانبه أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، في كلمته التزام المنظمة بدعم المنتدى الدولي التاسع للمياه، وأنه يشرّفها التوقيع على إطار شراكة مع وزارة المياه والصرف الصحي في السنغال، معبراً عن ثقته بأن المنتدى سيكون فرصة لطرح الأفكار المبتكرة والحلول العملية للمسائل المتعلّقة بالموارد المائية، ولتحقيق التكامل والأمن والسلام والتنمية المستدامة.
وخلال جلسات الاجتماع دارت نقاشات حول أبعاد مشكلات المياه، ومدى تأثيرها على كل المجالات وعلى التنمية المستدامة، حيث قدم الدكتور أحمد ميتي ساتشي، رئيس المعهد التركي للمياه، رصداً للوضع المائي في العالم الإسلامي وفرص التعاون، مؤكداً أن هناك استعمالاً غير عقلاني للموارد المائية، ويمكننا القضاء على العديد من الأمراض إذا تمكّنا من معالجة المياه.
وتحدثت الدكتورة لالة أسماء القاسمي، مديرة التعاون والتواصل بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالمملكة المغربية نائبة رئيس المجلس العالمي للمياه، عن تسخير التعاون الدولي والدبلوماسية المائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالمياه في العالم. ثم تناول السيد فرانسوا بوكير، رئيس قسم التنسيق والشراكة حول الماء بالبنك الإفريقي للتنمية، الأمن المائي والتنمية في البلدان الإفريقية. فيما قدّم السيد عبد الله سيني، الأمين التنفيذي للمنتدى العالمي التاسع للمياه، عرضاً بشأن المنتدى ومختلف مراحل التحضير له وكيفية المشاركة.
وعقب جلسة للمداخلات ومناقشات الشركاء اختتم الاجتماع أعماله بتأكيد السيد كابيني كومارا أن لقاء اليوم يعطي دفعة للعمل المشترك في ملف الأمن المائي، وأنه يمكننا التقدم للأمام في هذا الشأن. وفي كلمته الختامية شكر الدكتور سالم بن محمد المالك، المشاركين في الاجتماع على النقاشات المثمرة، راجياً أن يكون بداية لاجتماعات أخرى تناقش مشكلات الأمن المائي وتقدم الحلول العملية للدول.