عبدالعزيز بن سعود المتعب
ليس هناك أقسى وأمرَّ وأشد إيلاماً من فقد الأحبة على تنوّعه، ناهيك عن أن يكون فقد الأخ الشقيق، ولكنها إرادة الله عز وجل القائل {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (61) سورة النحل.
وشواهد ألم فقد الأخ في الشعر الفصيح وصنوه الشعبي مؤثرة لسبب رئيسي هو صدق هذه المشاعر بحيث تقرأ مرثية منذ مئات السنين وكأنها كُتبتْ للتو، يقول الشاعر الفرزدق:
يَمْضي أَخوكَ فلا تَلْقَى لَه خَلَفاً
والمالُ بَعْدَ ذَهَابِ الْمَالِ مكْتَسَبُ
ويصف طول الليل بعد أخيه الشاعر المهلهل التغلبي بقوله:
وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا
كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ
وعن ديمومة جرح فراق الأخ يقول الشاعر الدكتور غازي القصيبي في ذكرى أخيه عادل -رحمهما الله:
أخي! لستُ أدري أيّ سهميَّ قاتلي
غيابُك؟ أمْ أنِّي بقيتُ هنا فردا؟
ويقول الشاعر الشيخ شالح بن هدلان مُفَدِّياً نفسه بأخيه الفديع بعد رحيله من هذه الدنيا الفانية -رحمهما الله:
ليته كفاني سو بقعا ولامات
وأنا كفيته سو قبرٍ هيالي
ومن المراثي ذائعة الصيت في الأخ الشقيق قصيدة الشاعر الأمير خالد الفيصل في أخيه الأمير سعد الفيصل -رحمه الله- لما احتوته من مضامين مؤثرة شَتّى ومنها قوله:
ياعنيدٍ ماظلم مخلوق غيره
كم على كريم شيماته تجنَّى
وكم نقلت حمول غيرك وأنت أحوج
وكم مسحت دموع محزونٍ تعنّى
من زهد بالمنصب وبالمال قبلك
بعتها وأقفيت بالعزه تَغنّى
ما اشتكيت ولا أدّعيت ولو بكلمه
وإن حكيت بكل منطوقٍ تأنّى
تبتسم وعروق قلبك ما تحمَّل
سَدّها كفٍ من همومك تحنّا
يارفيق العمر ياخوي وعضيدي
إلتفتّ أدوّرك منّا ومنّا
ومالقيت إلا الثنا في من تأنَّف
في حياته وارتفع بالموت عنّا
ذا مكان اللي يشوم بعز نفسه
منزله على الكواكب ماتدَنَّا