واس - القاهرة:
استقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في قصر الاتحادية بالقاهرة أمس صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن فرحان وزير الخارجية. ونقل سموه خلال الاستقبال لفخامته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-، فيما حمل فخامته، سموه تحياته وتقديره لهما. وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الوثيقة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث القضايا العربية والإقليمية الراهنة بما يخدم مصلحة البلدين. حضر الاستقبال معالي وزير الخارجية المصري سامح شكري وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة بن أحمد نقلي. على صعيد متصل أوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أنه حمل خلال زيارته للقاهرة ولقاءه بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بالتنسيق الكامل مع مصر بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين والمنطقة، معرباً عن ثقته في أن هذا التنسيق سيمكن من الوصول إلى مستويات جديدة في التعاون الثنائي ويدفع سبل الحل للمشكلات العربية من خلال منظومة العمل للعربي المشترك، الذي تمثل المملكة ومصر العمودين الأساسيين فيه. وقال سموه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عقب اختتام اجتماعهما في قصر التحرير بالقاهرة «لقد تشرفت بنقل تحيات وتقدير مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي واستمعت إلى وجهة نظره الهامة حول نظرة مصر للوضع الإقليمي والأمن فى المنطقة». وأشار سمو وزير الخارجية إلى أن مباحثاته مع نظيره المصري تناولت شتى مجالات التنسيق والتعاون الثنائي والقضايا الهامة التى تواجه المنطقة والتحديات الكبرى لأمنها. وبين سموه أن المباحثات بين الجانبين تطرقت إلى الوضع في ليبيا، مؤكدا على دعم المملكة الكامل للموقف المصري وإعلان القاهرة وعلى موقف المملكة الثابت من أهمية حل الموقف الليبي من خلاللمشاورات السياسية السلمية ووقف إطلاق النار واحترام مقومات الأمن القومي المصري. كما شدد سموه على ضرورة إبعاد ليبيا عن التدخلات الخارجية بشتى أشكالها، وضرورة التوافق مع الرؤية المصرية في هذا الجانب، وعلى الاستمرار في التنسيق الكثيف لمحاولة إيجاد فرص لتجاوز هذا التحدي. وشدد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن فرحان على وجود توافق كامل بين رؤى البلدين فيما يدور بالمنطقة، مضيفا «ونحن على اتصال مستمر، وسنكون يدا واحدة لتحقيق أمن وسلام المنطقة».
من جانبه رحب معالي وزير الخارجية المصري سامح شكري بسموه في أول زيارة له لمصر منذ توليه مهام منصبه، وهو ما يعكس تميز العلاقات بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، مشيدا بمستوى الروابط بين المملكة ومصر في ضوء توجيهات القيادة السياسية فى البلدين والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات المشتركة. وقال شكري « إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل سمو وزير الخارجية وتم خلال اللقاء التأكيد على توجيهات الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين لتكثيف التعاون واستمرار العمل المشترك للتعامل مع القضايا العربية خاصة استعادة الأمن والاستقرار». وأوضح شكري أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل آليات التعاون القائمة بين البلدين بشكل كامل، معربا عن تطلعه لاستمرار التنسيق الوثيق لما فيه مصلحة البلدين والأمن والاستقرار العربي بشكل كامل. وبشأن الملف الليبي أوضح وزير الخارجية المصري أن القضية الليبية شهدت مشاورات كثيفة من قبل مصر عربيا وإقليميا، مجددا التأكيد على الموقف المصري الساعي لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا في إطار وقف إطلاق النار، والهادف ليس إلى التصعيد وإنما استقرار الوضع على الساحة الليبية من الناحية العسكرية وانخراط كافة مكونات الشعب الليبي في العملية السياسية. وقال « إن هذه العملية لابد وأن تأتي بعد هذه الفترة الطويلة والمعاناة لتتناول كافة القضايا المتعلقة بالحل السياسي من حيث تشكيل المجلس الرئاسي، وتشكيل حكومة تلبي احتياجات الشعب الليبي، ومسؤوليات مجلس النواب في الإشراف على الحكومة، والتوزيع العادل للثروة، والوقف الرسمي لإطلاق النار، وإعادة ضخ البترول وتوزيع عوائده بشكل متساو على جميع الشعب الليبي «. وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة التصدي لكل المحاولات الخارجية من أطراف إقليمية لتوسيع رقعة تواجدها ونفوذها وتأثيرها السلبي على الساحة العربية، قائلا: «نحن مسؤولون عن الأمن والاستقرار في المنطقة العربية من خلال العمل المشترك في إطار الجامعة العربية والإطار الثنائي.. ولا نرضى أن تكون المقدرات مع طرف خارج الإطار العربي». وفي ختام المؤتمر أقام معالي وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية سامح شكري، مأدبة غداء تكريما لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن فرحان وزير الخارجية بمناسبة زيارته إلى القاهرة. حضر المأدبة الوفدان المرافقان لسمو وزير الخارجية ومعالي وزير الخارجية المصري. وكاند عقد سمو وزير الخارجية جلسة مباحثات مع معالي وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية سامح شكري، وذلك بقصر التحرير في القاهرة. وتناولت المباحثات العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية. وتضمن اللقاء اجتماعا ثنائيا بين الوزيرين ثم اجتماعا موسعا ضم الوفد المرافق. وأكد سمو وزير الخارجية خلال الاجتماع الحرص المشترك للتشاور والتباحث بين البلدين الشقيقين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية كافة بما يؤدي إلى التنسيق المشترك. وأعرب سموه عن تقديره لحرص فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلاله استقباله له على تعزيز علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية بما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقين. من جهته رحب معالي وزير الخارجية المصري بسمو وزير الخارجية، متمنيا أن يخرج الاجتماع بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين والمنطقة العربية.