أحمد المغلوث
الإنسان المسلم ومنذ مطلع الإسلام وهو يحاول جاهدًا أن يجد نفسه في ظلال الإسلام وتعاليمه، وبالتالي تقيده بكل ما من شأنه أن يحافظ على نظافته وطهارته. ومن هنا فالمسلم مهما اختلفت جنسيته وموطنه فهو يشكل منظومة خلقية تدعو للسلوك الحسن والمظهر الحضاري الذي يتناسب مع العبادة. ومن هنا فحج هذا العام ورغم تقليص أعداد الحجاج نظرًا لما فرضته الجائحة من أهمية الالتزام بالتعليمات الاحترازية مع التقيد بالإجراءات المختلفة التي تطبقها المملكة من خلال وزارة الصحة والأمن بل وحتى مختلف القطاعات التي تعنى بضيوف الرحمن. .فإننا ونقولها بثقة وتفاؤل كبيرين إن ضيوف الرحمن في هذا الموسم الذي اتسم أكثر بالتقيد بالإجراءات وتطبيق التعليمات.. يجعلنا أكثر اطمئنانًا بأن مناسك الحج سوف تكون - بمشية الله - على خير.. وهم في أيدٍ أمينة لم تبخل قيادتنا الحكيمة بل كل الوطن أن يقدم لهؤلاء الضيوف الأعزاء كل ما يسهل عليهم مناسكهم. لقد مضت عشرات العقود على خدمات المملكة لضيوف الرحمن، وفي كل موسم حج نجد المملكة وهي تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن ومنذ لحظة وصولهم للموانىء البرية أو البحرية أو الجوية، وهم تحت رعاية واهتمام الجميع. وليس من شك أن مواسم الحج السابقة كانت تشهد حشودًا كثيرة.. مما كان له الأثر الكبير في بروز بعض السلبيات من قبل أحبة لنا من الحجاج، خاصة من يقومون بافتراش الشوارع والطرق وحتى داخل أروقة الحرم.. ومع هذا كان يتعامل معهم رجال الأمن بمثالية وود.. أما هذا الموسم فسوف نرى اختفاء ظاهرة الافتراش والتزاحم.. وهي أمور مهمة جدًا لصحتهم وسلامتهم.. وفي تصوري أن الحجاج أكانوا بأعداد كثيرة أو قليلة فعليهم مسؤولية كبرى من أجل أن يحققوا الأهداف من الحج وأن يلتزموا بما يجب أن يلتزموا به من تعليمات وإجراءات مختلفة.. حتى يكون الجميع في صحة وأمان.. وكما هو معروف فإن المحافظة على النظافة وهي من الإيمان ومن الخلق الحسن في كل مكان وهي أيضاً من القيم المعنوية والحضارية والإسلامية في حياة كل إنسان.. وكذلك أيضاً من أهم الأسس الإنسانية المحببة للجميع، وقد أكد الإسلام على ذلك في أهمية اتباع ما وجه به الإسلام من تعليمات مهمة. حيث يفجر بداخله ينابيع الإدراك والمعرفة والشعور والوجدان والحرص على صحته وبدنه، ويحرك بداخله جوانب تعنى بصحته وسلامته.. والجميل جدًا أن الله منح الإنسان السوي.. الإنسان المسلم عقلاً يعرف من خلاله كيف يحفظ على سلامته. وبفضل الله فكل حاج قدم من الداخل والخارج هو على موعد مع الاهتمام به من قبل الوطن والعاملين فيه ممن يتشرفون بخدمته بل والسهر على راحته صباح مساء. وكم هم محظوظون حجاج هذا العام بل كل عام فهم ضيوف الرحمن ووطن الإسلام والإيمان..