أ.د.عثمان بن صالح العامر
لقد قال من قال في موسم سابق أن المملكة منعت المسلمين أداء مناسك الحج، وكذبهم الواقع الذي شاهده العالم أجمع عبر قنوات الإعلام الفضائية ومواقع العالم الافتراضي المفتوح، وفي هذا الموسم استنكروا تحديد عدد الحجاج من منطلق ديني للأسف الشديد!!!، وتجاهل هؤلاء عن عمد أن الدين جاء لحفظ الضروريات الخمس وأولها وعلى رأسها (حفظ النفس) الذي يقدم على غيره من الضروريات لكثرة الأدلة الشرعية التي تؤكد على ذلك. وفتح باب الحج على مصراعيه ليفد إلى المشاعر المقدسة ثلاثة ملايين مسلم يقفون على صعيد واحد، وفي وقت محدد، في ظل هذا الظرف الصحي العالمي الصعب (جائحة فيروس كورونا) يعتبر في نظر العامي فضلاً عن المختص خطأ فادحا ومخاطرة حقيقية بأرواح الحجاج مختلفِ الظروف الصحية والأحوال الاقتصادية والنفسية والفكرية والعلمية لما سيترتب على هذا الفعل من نتائج وخيمة لا تخفى على أحد. وفي الوقت ذاته لم ير قادة بلادنا حفظهم الله ورعاهم أن من المناسب عدم إقامة هذه الشعيرة العظيمة في هذا العام بالكلية، فكان الحل المثالي بحق الذي أخذت به حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الجمع بين مصلحتين (عدم تعطيل فريضة الحج، وفي ذات الوقت تحقق حفظ النفس وضمان سلامة الأرواح) وذلك بإتاحة الحج لعدد محدود جداً، من مختلف الجنسيات.
ثم أن الحج أيها المرجفون خلاف بقية أركان الإسلام الخمس مربوط بالاستطاعة المالية والبدنية معاً وكلنا يعلم انتفاء الاستطاعة في ظل هذه الجائحة العالمية الخطيرة، فهل بعد كل هذا مجال للقيل والقال!؟ هذا شأنكم أنتم، أما نحن فالطمأنينة تملأ قلوبنا ولله الحمد والمنة، لأننا نعرف بالدليل أن هذا هو الحق المبين، وثقتنا كبيرة بالله أولاً ثم بعقيدتنا ومبادئنا وقيمنا التي نحن عليها ثانياً ثم بقيادتنا، بعلمائنا الربانيين الذين يفقهون الدليل وينزلونه على الواقع باختلاف الزمان والمكان والحال بدراية وعلم، ولذا عليكم أيها المتفقهون الرحيل بعيداً عن حمانا، فحصوننا منيعة وثغورنا محفوظة بحفظ الله لها أولاً، ثم بوجود قيادة عازمة حازمة ومن خلفها شعب محب وفي مخلص.
ختاماً .. نحن لدينا علماء ربانيين صادقين فلسنا بحاجة لأمثالكم ولكن عليكم أن تتقوا الله في أنفسكم فلا تغرروا بغيرنا إذ سيسألكم الله عن ذلك يوماً ما فأنتم تتحدثون باسم الدين، وإلى لقاء والسلام.