رمضان جريدي العنزي
عصابات آثمة وخونة ومارقون ودجاجلة وأحزاب ومجاميع ودول؛ (ورعان) ومراهقون ومغرر بهم، اصطفوا ضدنا، وانخرطوا جميعاً مع الأعداء لتنفيذ مشاريعهم الإجرامية والتخريبية والتحطيمية، يريدون معهم وأدنا وسحقنا ورمينا في صحاري التيه، وسبخ الملح، ودهاليز الظلام، تجمعهم السفالة والنذالة واستمراء الكذب والزيف والخداع، انزلقوا إلى ميادين الغش والتلفيق والاصطناع.
وهذا نتاج طبيعي للخواء الروحي والأخلاقي عندهم، مصابيحهم منطفئة، وضمائرهم ميتة، وأبوابهم مكسورة، ونوافذهم مشرعة لكل ريح سامة، طفيليون على موائد اللئام، شرائح سيئة، وأصناف رديئة، مسكونين بغباء الأنا، لهذا نجدهم لا يستطيعون الانتصار على شهواتهم المارقة، لأن إراداتهم غير صلبة، ووعيهم ليس عميقاً، ولا يستطيعون كبح لجام أنفسهم، كونهم مشبعين بالغرائز والشهوات.
لقد ابتلينا بهؤلاء المارقين الذين لا يكفون عن محاولة إيذائنا، ومحاولة الاعتداء علينا، فهم مثخنين بأفكار شيطانية خبيثة، عصابات من العفاريت لا تتورع عن الدنايا واللغو المبين، ولا يهمها ممارسة مختلف ضروب البذاءة والإجرام، عندهم انتهاكات فظيعة للقيم والموازين الدينية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والعلمية، وملفاتهم في هذا الشأن سيئة ومعتمة.
إن الشياطين إذا استحوذوا على المنابر، ركلوا بأقدامهم كل المعاني السامية والمبادئ والقيم، فضلاً عن الضوابط الأخلاقية والقيم، أنهم يتلذذون بالبذاءة، ويستأنسون بها، لهم صلف وقسوة ووقاحة ودناءة، فيروسات للكذب، وتحريف الحقائق، عندهم خواء روحي، واضطراب نفسي، وضعف أخلاقي، وانخفاض في درجة الوازع الديني، يكذبون ويكررون الكذب وهم يعرفون أنهم يكذبون، هدفهم بذلك تبرير فشلهم في الطرح والشرح والتنظير، إن الكذب رديف الخيانة، وصنو التزوير، وقرين الغش والاحتيال.
إنهم بكذبهم وتلفيقاتهم يسبحون في بحر المصالح والمنافع، بعيداً عن الواقع والوقائع، إن الكذابين ما عندهم رحمة ولا شفقة ولا حس إنساني ولا يشعرون بالآخرين، كون الكذب عندهم وسيلة للوصول لهدف، يلهثون به من أجل مكاسب شخصية وفئوية، وفوق كذبهم علينا يكيدون لنا كيداً، ويفورون علينا فور التنور، ويخططون بخبث ومكر، ويردون موارد أكبر من أحجامهم الضئيلة، هكذا دون خجل، ولأن نفوسهم خبيثة، وعقولهم مريضة، فهم لا يستطيعون التعايش بسلام.
الغريب أنهم نصّبوا أنفسهم مصدراً للإلهام في مختلف الأمور والقضايا، منطلقين من سليقة معوجة، وفهم سقيم، وثقافة قاتمة، والأغرب من ذلك أنهم يدافعون عن قضايا خائبة وفاشلة، ولأنهم متكبرون فإنهم لا يترفعون عن الانكسار والخوض في أحاديث تافهة وسمجة، ولأنهم أغبياء بوضوح فإنهم يحاولون إشعال الحرائق في بيوتنا الآمنة، مثل عصابات السطو المنظم، لقد استنفروا كل قواهم مدعومين بقوى مارقة أخرى للفتك بنا وتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وتآلفنا المميز، ووحدتنا المغايرة، والعبث بأمننا وثرواتنا، فضلاً عن تدنيس ترابنا الطاهر بأرجاسهم وأرجاس من دعمهم ودفع بهم ووالاهم.
إنهم يريدون أن يهدموا جدارنا الطويل الصلب الذي بناه الأجداد بمعاول الهدم والخراب، هكذا عن سوء نية وطوية، وما درى هؤلاء أن أحفاد الأجداد في خندق واحد لصد كل معتدٍ مارق أثيم، بصفوف متلاحمة مترابطة عامرة بإيمانها القوي بالله العظيم، وحبها العميق لبلد الأديان والحضارات والتاريخ المضيء.
إن هؤلاء المارقين يقولون ما لا يفعلون، محترفو بهت، يلفون ويدورون، ويتشدقون بالشعارات البراقة، ينهون ولا ينتهون، إن صفحاتهم سوداء من مكائد وأحابيل أعمالهم الشريرة، وجذورهم المتقعرة في تربة الفساد، لذا نراهم يتهيبون من ذكر الحقيقة، ومفتونين بالآخرين من أمثالهم.
إن الحقد والكراهية أعمى عيونهم، حتى أن بعضهم تشدق بأهداب الدين مكراً وحيلة، والدين منه براء، إنهم يتخندقون بحفر الغل والحقد والحسد التي تلتهب بها نفوسهم وهي بضاعة الأشقياء، من غلاظ القلوب والقساة، الذين يتمادون في غيهم بعيداً عن رحاب المروءة والعدل والإنصاف، إن سعارهم المحموم يدفعهم دفعاً لاجترار الكذب، وألوان البهتان، دون الإحساس بوخيم العواقب والمصائب.
إن المكائد قد ترتد على أصحابها، والسم قد يشربه صاحبه، وبعيداً عن الترسل والاسترسال، علينا أن نتعامل مع هؤلاء بحذر ويقظة وفطنة، كأعداء حقيقيين يريدون إزالتنا عن الوجود، ورمينا في المجاهيل، علينا وجوب الاحتراز من هؤلاء، وإن كانوا ببغاوات وأبواق للغير وقصر، علينا أن نحذر من الوقوع في الفخ، كوننا أصحاب ألباب نحسب للأشياء ألف حساب.
إن السير في حقول الألغام يتوجب علينا التوقي والتوخي والاحتراز، خاصة أن هؤلاء الأعداء الذين يريدون ابتلاعنا كثر ومتنوعون، لهم أشكال وهيئات متنوعة ومختلفة، ويستعملون منصات مفتوحة على مدار الساعة لطرح أفكارهم السامة الزائفة على مسامع الكل، الصغير والكبير، العاقل والمعتوه.
إن أقنعة هؤلاء الزائفة، ستسقط حتماً عن وجوههم الكالحة، وكذبهم لا يبقى على طول المدى، ومسرحياتهم العبثية سيسدل عليها الستار للأبد، ولأنهم تسلقوا الأسوار خفية حتماً سيقعون في الحفر، وحتى وجودهم المؤقت ليس ضمانة للديمومة، كونهم مثل فقاعات الصابون يتلاشون سريعاً، لأن الجدران التي يستندون عليها عرضة للاهتزاز والسقوط، وحتى وسائد الرمل التي يتكئون عليها ستذروها الرياح وتختفي، ولن يبقى لهم جدار ولا متكأ ولا حتى مأوى صغير يقيهم الحر والبرد، وستكون الحاويات العتيقة مصدر أكلهم وشربهم، لأن من كان معهم يدعمهم ويدفعهم ويوجههم ويخطط لهم سيتخلى عنهم ويرميهم كما ترمى الأسمال البالية، والعاقبة للصادقين المتقين الذين يحافظون على وحدة الوطن وفسيفسائه النادرة، وينافحون عنه دون هوادة، بلا كلل ولا ملل ولا ارتخاء، ووفق حقائق ناصعة كالشمس والبياض.