عبد الله باخشوين
وفق مقولة الشاعر الداغستاني (رسول حمزاتوف) حول (أحمق أو أهبل القرية).. - تعودنا - في الحارة أن يكون معنا (واحد غشيم ومتعافي).. إذا تعاملت معه بحذر وتجنبت (المزاح معه) بالأيدي فإنك تكون آمناً من (حماقاته) الخشنة.
وإذا تحاشيت فكرة الاستعانة به لأداء (خدمة) تتطلب بذل أي مجهود (عقلي).. فإنك تصل إلى درجة (الأمن والسلامة) التي توصي بها (وزارة الصحة) لتجنب احتمالات الإصابة بـ(كورونا).. وإذا (اتصاحبت معاه) فإنه سوف يكون (السلاح) الذي تستخدمه للحماية من (غلاسة) بعض عيال الحارة.
قصر الكلام.. فإن الريقة المأمونة للاستفادة منه.. غالباً ما تكون في (ملاعب كرة القدم).
وكان (الغشيم المتعافي) مشهورا في ملاعب كرة القدم على أرقى المستويات وفي كل الأندية (الكبيرة).. التي عادة يكون فيها (أبرز لاعبي خط الدفاع) وذلك لقدرته على الحد من (خطورة) لاعبي (الهجوم الموهوبين) الذين في مواجهته لا يرجون سوى السلامة.
وأبرز هؤلاء اللعيبة طيب الذكر سعيد معيض الشهراني الذي لم نجد طريقة للحد من (خطورة) طريقته في اللعب سوى وضعه (حارس مرمى) بعد عدة شهور من (المفاوضات) والتشجيع والإشادة.. شرط ألا يصل بك الحماس أو (الحماقة) لدفع كل (الانفراد بالمرمى) ومواجهته، لأن هذا سوف يجعلك تتوقف عن اللعب لعدة شهور لكنه سلاح ناجح جداً جداً تلوح به أندية الحواري ومحترفيهم الموهوبين وكثيراً ما يتطلب الأمر الاستعانة به كـ(قلب دفاع)... وعينك ما تشوف إلا النور.. خاصة إذا قمنا بتشجيعه وأكلنا له المديح.. وإذا لعب مدافعاً فهذا - بالتأكيد - يعني أننا سوف نخوض (معركة) مع أبناء الفريق المنافس.. بضمان أن يبدأها (سعيد) وطبعاً يقودنا للانتصار فيها او - على الأقل -الخروج منها بأقل الأضرار.. أما في الأندية (الكبيرة) فإن الاحتكاك بـ(الغشيم المتعافي) غالباً ما يكون هو سبب (الاعتزال) المبكر للاعبين الموهوبين.
طبعاً الحكاية تحرضني على تحويلها (لقصة) ناجحة ومضحكة وكئيبة.. إذا ما أردنا الدخول في بعض تفاصيل الحياة لتسجيل المواقف والذكريات وفي الأدب الإنساني تبرز رواية (تورتيلا فلات) للكاتب الأمريكي الشهير جون شتاينبيك التي تدور أحداثها حول الصعاليك وحماقات الغشيم المتعافي.. فأحد أصدقائهم يختلف مع (المرأة) التي يحب وتهجره فيبادر أحدهم للقول (إنها لن تعود إلا إذا عرفت أن ذراعه أو ساقه قد كسرت..فيتلقف (صاحبنا) ويحمل (عجرة) ويذهب للرجل ويكسر ذراعه ويعود (للبشكة) ويقول لهم بإمكانكم أن تتطلبوا منها (مصالحته) وسوف تذهب.. لأنني ذهبت إليه وكسرت ذراعه.. وأصبح بحاجة لمن يعتني به.