الدمام - سلمان الشثري:
تتحوَّل صناعة النفط الخام والغاز في عصر الأنظمة الذكية بسرعة نحو مستقبل رقمي، حيث تُستكشف الحلول الشاملة من خلال توافر البيانات عبر مختلف التخصُّصات لصناع القرار في الوقت المناسب.
وفي هذا السياق، تمضي قدمَا مسيرة التحوُّل الرقمي الجديد لقطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية؛ حيث تُوفّر المنصة الجديدة التي أطلقتها الشركة مؤخَّرًا تجربة محاكاة رائعة داخل مكامن النفط والغاز، لتفتح الأبواب أمام فرص تعزيز الاستثمار الأمثل لقيمة الأصول المخبوءة في باطن الأرض. وإلى جانب ذلك، يوفِّر التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج عديدًا من الميزات الأخرى، من بينها: بيئة برمجيات سريعة وذكية ومبتكرة، بيئة متجدِّدة يحرِّكها فهم مشترك على المستويين السطحي والجوفي، وتثريها معرفة المستخدمين للمجال، بيئة من التعاون غير المحدود يتم الوصول إليها من خلال تجربة متكاملة وذكية وقوية تعمل على تغيير طريقة أداء الأعمال وما يمكن تحقيقه.
ما بعد تحقيق الحلم
وتكمن قوة المنصة الجديدة في إمكاناتها التنبؤية المهمة، مما يجعل الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي في صميم أعمال التنقيب والإنتاج.
وفي هذا الصدد، قال النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، محمد يحيى القحطاني: «إن التحوُّل الرقمي لقطاع التنقيب والإنتاج هو أكثر من مجرَّد حلم تحقَّق على أرض الواقع، حيث لم يكن ليخطر على البال إنجاز هذا الأمر قبل 20 عامًا».
وأكَّد القحطاني أن التحوُّل الرقمي يمثِّل إضافة مهمة لمجموعة أدوات المهنيين الشباب في الشركة، وأنهم سيعزِّزون قدراته بشكل أكبر.
وقد تطلَّب تحقيق الهدف النهائي المتمثِّل في أن تُصبح الشركة رائدة في مجال الذكاء التنبُّؤي تبنِّي أساليب فريدة.
وتمكِّن منصة التحوُّل الرقمي الجديدة هذه من إحراز تقدم كبير، يحسب لميزات تفوق أرامكو السعودية، حيث تُعيد تعريف العلاقة بين العالمين المادي والرقمي، مما يوفِّر قدرات تحليلية وتصورية معزَّزة تستفيد من قواعد البيانات القائمة. ويُعدُّ هذا الأمر إنجازًا رائدًا يحوِّل التفاصيل الوظيفية إلى أثر كلي يشمل المكامن والآبار والمرافق السطحية، مما يوفِّر محاكاة مُحكمة للأصول على امتداد دورة حياتها.
وعبر هذا التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج، يتم إنشاء قاعدة بيانات واسعة، تضمُّ مجموعات ضخمة من المعلومات، وهو ما يتطلَّب بناء هيكل جديد لمضاعفة المجال أمام حرية الابتكار، مما يسمح للمهنيين بالحصول على نظرة شاملة للمجموعة بأكملها، وهي تعمل على أساس إطار محكم يرتكز على الذكاء الاصطناعي، لتوقُّع كيفية تحقيق أقصى قيمة من خلال وسائطها التنبؤية. ما يمثل مفخرة للبراعة التقنية في أرامكو السعودية، حيث إنها مبادرة تم تصميمها وتطويرها وتنفيذها من قبل المواهب الشابة داخل الشركة.
كما أن هذا التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج سيمكِّن المهندسين من تنفيذ التحليلات المتقدمة وتوفير المعلومات والاستشارات المتعلقة باتخاذ القرارات لزيادة قيمة الأصول إلى أقصى حد ممكن.
مميزات المنصة الجديدة
منصة التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج: وهي منصة متعدِّدة الأوجه تتألف من أكثر من 50 نموذجًا متزامنًا، ومؤتمتًا من خلال الاتصالات المباشرة مع قاعدة بيانات الشركة. وتوفِّر هذه النماذج تحليلات تعتمد على البيانات، لتُنتج رؤى ونصائح بشأن اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى إنتاج مستدام، وزيادة في كميات النفط أو الغاز القابل للاستخلاص، وتحسين الأعمال بتكلفة منخفضة.
بيئة المجال الذكي: التي تقرأ مليارات من البيانات الآنية وتديرها عبر أنظمة حاسوبية مؤتمتة بشكل آني، لتحوُّلها إلى نتائج متعددة تشكِّل جوهر إدارة المكامن. نماذج المراقبة رباعية الأبعاد: التي تُعدُّ إنجازًا رائدًا في صناعة النفط، إذ توفِّر رؤية شاملة للمكامن، وتمثيلًا دقيقًا للموارد الهيدروكربونية، مما يُسفر عن تطوير أمثل للحقول، مع توقعات موثوقة لكميات النفط والغاز القابلة للاستخلاص في المستقبل من هذه المكامن.
النماذج الرقمية المزدوجة: التي تُعدُّ مقدمة لتخطيط التطوير الميداني من خلال محاكاة عالية الدقة. وتُعدُّ أرامكو السعودية رائدة في نماذج المحاكاة عالية الدقة في هذا المجال.
المطابقة التاريخية المعزَّزة رقميًا: وهي ابتكار رائع يمكِّن من المطابقة التاريخية لنماذج المحاكاة بسرعة ودقة غير مسبوقتين، وذلك على المستويين السطحي والجوفي على حد سواء، مما يمثِّل تحوُّلًا حقيقيًا في مجال محاكاة المكامن.
نموذج التخطيط الرأسمالي: الذي يعمل على أتمتة عملية تخطيط الأعمال وتحسينها عبر محاكاة مسبقة لجدول أعمال جهاز الحفر.