علي الصحن
يردد بعض الهلاليين أن إدارة ناديهم مقصرة في جانب التعاقد مع لاعبين محليين لدعم فريقهم الكروي، ويرون في ذلك مثلبة لعمل إدارة فهد بن نافل، وأن في ذلك تقصيراً منها، وأن الأمر يشي بأشياء لا تسر في مستقبل حامل لقب الدوري الآسيوي.
التفكير بطريقة الكم لا الكيف ليس في صالح الفريق، والإدارة مطالبة بتتبع احتياجات الجهاز الفني والفريق، وليس رغبات المدرج فقط، هناك لاعبون مميزون ومتاحون بالتأكيد، ولكن هل يحتاجهم الفريق فعلاً، وهل هناك ما يبرر صرف الملايين والخضوع لمطالب لاعب ما من أجل رضا المشجع، وليس من أجل مصلحة الفريق، والحقيقة هنا أن الإدارة لم تقصر في هذا الجانب، وهي تسعى دائماً لتأمين متطلبات الفريق وفق ما يراه جهازه الفني، لهذا كان التعاقد مثلا مع الحارس الجدعاني والمدافع العليان، وهما صفقتان وبالذات الأخيرة يحتاجهما الفريق كثيراً، ورغم وجود أفضل ظهيرين في الملاعب السعودية البريك والشهراني، إلا أن مسيري النادي عززوهما بثالث تحسباً لأي ظرف، وتجنباً للإرهاق الذي بدا عليهما جراء كثرة المشاركات في الموسم الماضي.
إن التفكير ورفع المطالبات بنظرية كيف يعمل الآخرون وليس ماذا أحتاج بالفعل أمر مرفوض من جانبي الرياضة والاقتصاد، وفي هذا الشأن كم من لاعب تم التعاقد معه - على مستوى الأندية السعودية - بسبب اسمه وتحقيقاً للمطالب الجماهيرية، ثم انتهت الصفقة للفشل، ولم يقدم اللاعب ما كان مؤملاً منه، فخرج من الباب الضيق إلى ناد آخر وهو الذي قدم إلى النادي يزفه المدرج من أوسع الأبواب!!
في هذا الصدد أشير إلى الأفضل أن تتوجه المطالب الجماهيرية إلى الحديث عن مستقبل الفريق وصناعة النجوم فيه بدلاً من استقطابهم، وقلت هنا في أبريل الماضي أن: «الحديث عن مستقبل الهلال ليس جديداً، والقلق الذي يشعر به كثيرٌ من الهلاليين في مكانه بكل تأكيد، وسبق أن كتبت هنا عن الفئات السنية في النادي وعن أسلوب العمل وعن ضعف منتجها وعن عجزها عن تقديم نجم واحد خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أدى إلى انصراف النادي إلى البحث عن اللاعبين خارجه، والتعاقد مع أسماء كانت الفئات السنية في الهلال في سابق الزمن تقدِّم من يفوق بعضهم مستوىً وتأهيلاً «وأن» وإدارة النادي مطالبة بدراسة واقع الفئات السنية، وطريقة العمل بها، وماذا يمكن عمله من أجل تطويرها وإعادتها سيرتها الأولى، في السابق كان كل النجوم من أبناء الهلال، ولم يكن الاستقطاب إلا للضرورة القصوى ولأسماء عليها القيمة مثل محمد الدعيع، والشريدة وأسماء أخرى تفاوتت نسب نجاحها مع الهلال لكنها لم تصل لدرجة الفشل.
الكرة في ملعب إدارة النادي، والوقت في صالحها.. والمدرج الكبير ينتظر القرار وهنا أعيد تكرار المطالبة بذلك، والاهتمام بالقاعدة وصناعة النجم الحقيقي، هو الأمر الذي يجب أن يهتم به الهلاليون على كافة الأصعدة في الوقت الحاضر، أما شراء نجم خاصة ممن تقدمت به العمر وليس ما لديه من الأرقام ما يكفي للاهتمام، فذاك أمر ليس له ما يبرره ولا يسوغه إطلاقاً.. والتجارب تؤكد ذلك.