قال يوماً (فيكتور هيغو) الشاعر الفرنسي:
- سن الأربعين شيخوخة الشباب. وسن الخمسين هو شباب الشيخوخة.
ولقد سأل أحد الصحفيين رجلاً عجوزاً في الثمانين:
- ما السبب في طول حياتك؟
فأجابه العجوز:
- لست أدري على وجه التحقيق، ولكن آكل قليلاً، وأنام باكراً، ولا أتعاطى المخدرات أبداً، وأحاول أن لا أحمل هماً، واستقبل الدنيا في كل صباح مؤملاً متفائلاً ولا أفكر في الموت أبداً وأعمل كأني سأعيش أبداً..
والواقع أنه ولكي يظل شبابك، عليك العناية بصحتك.
ولكي تعنى بصحتك على الوجه الأكمل، عليك أن تملأ نفسك بالأمل للوصول إلى أعلى الدرجات وأسمى المراكز.
عندما تسأل أو تسألي نفسك..؟
(لهفي على الأيام التي سلفت.. حين كنت شاباً، أو فتاة في فجر الشباب وإشراقة الحياة..
كان عليك أن تراني.. وإلى أي مكان كنت أذهب، وماذا كنت أفعل، تعال اجلس إلى جانبي أحدثك عن الماضي وأخبار الماضي..).
توقف عن التفكير بالماضي والتلهف لما سلف ومضى من أيام وأحداث.
لقد أصبحت الحياة عند بعض الناس جحيماً، لما يصرفونه من أيام وليال، يندبون فيها ماضيهم وشبابهم. وما لم يوفقوا للوصول إليه من آمالهم وأمانيهم. وبعضهم الآخر يذهبون إلى أكثر من ذلك فيقول أحدهم لنفسه:
- لو أعود إلى حياتي الأولى وأيامي السالفة لما كنت ارتكبت هذا الخطأ. طبعاً لن ترتكب هذا الخطأ نفسه، ولكنك سترتكب ما هو أسوأ منه وأفظع.
لقد قال (ويليام ليون فلبس) وهو كاتب أمريكي:
- كل الذين يجاوزون الأربعين يضعفون جسدياً، وأما عقلياً فإن بعض الرجال والنساء يحافظون على ذكائهم ومضاء ذهنهم حتى النفس الأخير، مهما طال بهم العمر، وامتدت الحياة. شرط المحافظة على صحتهم، وأن يتابعوا اهتمامهم بالدنيا حولهم.
هؤلاء بالتأكيد يطول بهم العمر أكثر من أولئك الذين يضعف فضولهم، ويهون إيمانهم بالحياة.
فإذا أصبح عقل الإنسان مليئاً بالأخبار الماضيات بدلاً من النظر للحاضر، والتحفز للمستقبل، فهذا الرجل قد ولى وأصبح من العاجزين.
ومع أن علماء التشريح يعتبرون سن الثانية والعشرين مقدمة لابتداء الضعف الجسدي. فإن الخيال الخلاَّق وهو سبيل الإنسانية للسعادة والأعمار، يبلغ غاياته في الأربعين.
وبعض الكتاب والشعراء والفلاسفة أعطوا العالم أحسن ما عندهم حين بلغوا من العمر عتياً و(غوته) الشاعر الألماني كتب القسم الثاني من (فوست) بعد السبعين من العمر..
** **
- المستشار الاقتصادي