فهد بن جليد
بداية المرحلة الأولى لتوطين مهنة (الصيدلي) بنسبة 20 % يوم - أمس الأربعاء- خطوة مهمة على طريق توطين الوظائف، فمهنة الصيدلي واحدة من أكثر الوظائف أجراً في سوق العمل السعودي دون حساب (نسب المبيعات)، لاسيما أنَّ أرباح هذا القطاع خيالية في الأصل لأصحاب المنشآت، ونحن جميعاً نعلم أنَّ السوق في معظمه مُحتكر تقريباً من جنسية عربية واحدة، لذا قرار التوطين يعني فك الاحتكار، وتوفر وظائف لأكثر من 3 آلاف خريج سعودي سنوياً من 27 كلية، والأمر برمته لن يخلو من تحديات ومناكفات الموردين والموزعين وأصحاب شركات الأدوية وربما بعض ملاك الصيدليات أنفسهم، فالتوطين يعني كسر سلسلة الاحتكار، وخلخلة أي شبكات مصالح قائمة.
الملف يعد تحديًا كبيرًا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي أظهرت اقتداراً وثقة واضحين لمُعالجته بأفضل السيناريوهات الممكنة، التوطين الجزئي تدريجياً لهذا القطاع - برأيي- هو أحد أكثر منعطفات ملف توطين الوظائف اليوم صعوبة، ولا يجب الاعتقاد بأنَّه طريق مفروش بالورود مع تعقيدات المهنة وارتباطها بالأدوية وصحة الإنسان وشركات الدواء واستمرار العمل لـ24 ساعة في بعض المنافذ، ومدى انسجام أصحاب شركات الأدوية من جانب، وحاملي (الروشتات) من جانب آخر مع وجود صيدلي سعودي وثقتهم في ذلك.
لماذا توصف الخطوة التي تقوم بها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (الآن) لتوطين وظائف الصيدلية تباعاً وعلى مراحل (بالخطوة الشجاعة)، لأنَّها ببساطة أول خطوة جادة في تاريخنا لتوطين الوظائف المرتبطة بالصحة، وهذا يعني الكثير لناحيتين، الأولى: أهمية بقاء هذه المهن والوظائف في أيدي أبناء الوطن (كأمان صحي)، والناحية الثانية كون العائد الاقتصادي لسلسلة الوظائف الصحية مُجزٍ مع ارتفاع أجور شاغليها، ولنتذكر أنَّ نسبة العاملين غير السعوديين في القطاع الصحي تلامس الـ90 بالمائة، وهذه الخطوة ستجعلنا نصعد (درجة واحدة) في سلم الأمان، نحن في هذا الملف نتحدث تقريباً عن صيدلي سعودي واحد مُقابل كل 30 صيدليا غير سعودي، بينما مُعظم دول العالم في المشرق والمغرب تحظر عمل غير المواطن في هذه المهنة، التوطين الكامل لسوق الدواء السعودي مطلب لمكاسبه وأرباحه الكبيرة واستقراره، لذا علينا تشجيع الخطوة والاحتفاء بها (فتوطين المراحل) في القطاع الصحي الآن، أفضل بكثير من عدم التوطين، فلربما نصل قريباً لتوطين مهنتي (طبيب الأسنان، وطبيب العيون) تبعاً لنسبة الباحثين عن عمل من الخريجين السعوديين في هذين التخصصين.
وعلى دروب الخير نلتقي.