الرباط - «الجزيرة»:
أصدر المنتدى الافتراضي العالمي الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، يوم الثلاثاء 21 من يوليو 2020 تحت عنوان «دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات»، في ختام أعماله «إعلان الإيسيسكو للتضامن الأخلاقي»، الذي يُعد وثيقة دولية مهمة وخارطة طريق لإرساء المبادئ السامية «نحو تضامن أخلاقي عالمي».
وقد أكد المشاركون في المنتدي، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، ومجموعة من الشخصيات الدينية والفكرية العالمية المرموقة وممثلون لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات، أن أي نموذج عالمي للتنمية الشاملة والمستدامة ينبغي أن يستند إلى منظومة أخلاقية روحية، انطلاقا من مرتكزين أساسيين، هما ضرورة الأخلاق العالمية، وضرورة حفظ الكرامة الإنسانية.
ودعا المشاركون في المنتدى، في إعلان الإيسيسكو للتضامن الأخلاقي، إلى ضرورة الالتزام بمبادئ أساسية خمسة، أولها حق الإيمان واحترام الأديان، والمبدأ الثاني حق الحياة ونشر السلم، والمبدأ الثالث التضامن الإنساني والتعاون في بناء اقتصاد عالمي عادل، فيما نص المبدأ الرابع على الالتزام بثقافة التسامح في القول والسلوك، وأخيرا مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل.
وشددوا على أنه لتحقيق هذه الأهداف النبيلة والتعاون في بلوغ ثمراتها، لابد من تكثيف جهود القيادات الدينية لتقريب وجهات النظر والمواقف بشأن الطرق الناجعة لمعالجة هذه الأزمات، ومواصلة العمل المشترك من خلال خطة تنفيذية وبرامج عملية وحلول مبتكرة لمخرجات هذا الإعلان، لتقديم الحلول التي تنتظرها دول العالم وشعوبه، بما يحقق وظيفة القيادات الدينية في المدى الحضاري، ويعزز من دور القيم الإيمانية والأخلاقية ومساهمتها في معالجة الأزمات العالمية.
وقد أصدر المنتدى أيضا عشر توصيات، تلاها الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، في الجلسة الختامية، وتضمنت:
1. تجميع وتوثيق مبادرات المنظمات المتخصصة والهيئات المدنية والدينية لمواجهة وباء كورونا المستجد، وفي مقدمتها المبادرات النوعية التي أطلقتها الإيسيسكو، ودعوة الجهات المانحة والراعية إلى تقديم الدعم لهذه المبادرات لتحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة.
2. تكليف الإيسيسكو برفع إعلان المنتدى إلى الدول الأعضاء والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالعمل المشترك.
3. تكليف الإيسيسكو بإعداد دراسة شاملة حول موجهات تجديد الفكر الديني الأخلاقي لمعالجة الأزمات، انطلاقًا من مضامين هذا الإعلان وموجهاته.
4. تكليف الإيسيسكو بإعداد خطة تنفيذية وبرامج عمل عن دور الأخلاق الإنسانية المشتركة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ودعوة الجهات المتعاونة والراعية إلى تمويلها.
5. تأكيد مسؤولية مؤسسات التنمية البشرية في ضرورة إعداد مدونات لأخلاقيات قطاعية في مجال البحث العلمي والذكاء الاصطناعي، والرياضة، والاقتصاد، والإعلام والاتصال؛ والتدريب عليها، وإدراجها ضمن المقررات والمناهج الدراسية.
6. صياغة إطار تعاوني لمأسسة القيم الأخلاقية الدينية والإنسانية المشتركة بين السلطات التشريعية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني.
7. بلورة رؤية إنسانية تضامنية متوازنة لقضايا الهجرة بين الدول المعنية، واعتبارها عنصر إغناء وتنمية بين دول العالم.
8. تحقيق نموذج لمواطنة تستوعب القضايا الوطنية والخصوصيات المحلية والقضايا الإنسانية العالمية، وبخاصة في أوساط الشباب لتمكينهم من القيام بأدوار الوساطة الثقافية.
9. تأهيل العاملين في المؤسسات والمعاهد الدينية لتمكينهم من القيام بدورهم في معالجة قضايا الشأن العام.
10. إدراج التراث الديني والروحي المادي وغير المادي للإنسانية في المقررات والمناهج الدراسية.
كانت أعمال المنتدى قد تضمنت جلسة افتتاحية وثلاث جلسات علمية متخصصة شهدت نقاشات ثرية وأفكارا خلاقة، حيث تناولت الجلسة الأولى محور المبادرات والممارسات الفضلى للمؤسسات الدينية خلال أزمة كوفيد 19، فيما ناقشت الجلسة الثانية الملامح التجديدية والمستقبلية للفكر الديني وآليات العمل في استثمار مكتسبات الأزمات ومعالجة انعكاساتها السلبية، وبحثت الجلسة الثالثة آفاق العمل المؤسساتي المشترك بين القيادات الدينية حول العالم.