جيرمي لوكي
تعمل المملكة العربية السعودية على تنويع مصادر إنتاج الطاقة والكهرباء، مستثمرة في عدد من مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وكذلك تدعم أهداف التنمية المستدامة التي أبرزتها الأمم المتحدة ومجموعة من الدول التي وقعت معاهدات مع المملكة، مثل اتفاق باريس خلال مؤتمر عقد عن التغيير المناخي.
عمل الدول أمر ضروري، لكن ينبغي أن ينضم إليه تصرفات المواطن، وعلى جميع مستويات المجتمع بالمشاركة في جهد عالمي للحماية من مخاطر الاحترار العالمي التي ستؤثر بشدة، على الشرق الأوسط وخصوصًا شبه الجزيرة العربية.
لا أحد ينكر اتفاق باريس للمناخ أو»كوب 21» كمبادرة جيدة، وعلم البيئة ليس قضية دولية فقط، بل إنها قضية مدنية أيضاً، ففيما يتعلّق بتغيير العادات فإن دور المجتمع المدني مهم جداً.
هناك شعار معروف «فكر عالميًا، واعمل محليًا!» وبالنسبة لنا في فرنسا فإن رهان القرن هو أن يستولى الإنسان على هذا الموضوع، لذلك أسست فرنسا جمعيّة لمواجهة هذا التّحدّي، اسمها «حركة الإيكولوجيا الشعبية».
ومن المستويات التي تحدثنا عنها، نفكّر على المستوى الفردي وأيضًا على المستوى البلديات، حيث إن لدى المملكة مثلاً إمكانية تنظيم إدارة النفايات بحيث يتم إعادة تدويرها وتطوير وسائل نقل بديلة وأقل تلويثًا على المستوى المحلي.
يركب الكثير في السعودية دراجة هوائية للرياضة أو للتسلية، وقد أسست بعض الجمعيات من أجل هذا الهدف، لكن اليوم لا أحد يفكّر فيها كوسيلة للنقل اليومي خلال موسم الشتاء للذهاب إلى العمل. ربما أن البلديات ستعمل على هذا الموضوع، ستبني الطرق بمسارات مخصصة للدراجات في العاصمة وكل الأماكن حول المملكة بالإضافة إلى شبكات النقل العام التي تطورها المملكة باستمرار، ومع ذلك سيكون الأمر أكثر متعة من التواجد في وسط الاختناقات المرورية التي تحدث باستمرار خلال ساعات الذروة.
إن الإدارة الأفضل للنفايات على المستوى المحلي لن تضمن فقط نظافة أفضل، بل ستضمن أيضًا ثروة أكبر للاقتصاد، ونجد اليوم في العديد من البلدان هذه الظاهرة مما يساهم في شكل جديد من أشكال النمو، حفاظًا على التراث الطبيعي، وسيكون على رواد الأعمال في الغد أن يأخذوا في الاعتبار هذا النهج الجديد للنجاح وتحقيق أكبر ثروة للوطن والعالم.
حاليًا في الغرب تنجح العديد من المشاريع الناشئة في مجال هذا التحول البيئي الذي بدأه المواطنون الذين يشعرون بالقلق إزاء تأثير أفعالهم على حياة وصحة الأجيال القادمة.
** **
- كاتب فرنسي