عبدالعزيز مهدي العبار
منذ تفشي وباء كورونا المستجد حتى الآن كثرت الإشاعات وانتشرت معلومات مغلوطة اعتبرتها المنظمات الصحية في العالم إنها أخطر من الوباء نفسه، حيث يردد وينقل أغلب الناس ما يسمعونه عبر وسائل التواصل الاجتماعية دون وعي ولا إدراك في المحتوى حتى ولو كان ذلك دون تثبت من مصدر الخبر، ويسمى ذلك في علم الصحة والأداء البشري ايكولايليا.
أصل مصطلح إيكولايلي مأخوذ من الأيكو الذي يعني باللغة العربية الصدى وتردد الصوت، ويصنف على أنه اضطراب نفسي عصبي يصيب الإنسان حتى في سن مبكرة وتختلف أعراضه ومسبباته وأنواعه.
ومن أعراضه، هي أن يقوم الشخص المصاب بالاضطراب الصدوي ترديد كلمات أو جمل سمعها مباشرة أو تم تخزينها في العقل اللاواعي ويكررها كما أتت من المصدر وليس بالضرورة أن يعي ويفهم معناها. ومن الأعراض تكرار الكلمات أو العبارات سواء كانت في سياق الجملة أو خارجها وذلك بسبب انعكاسات نفسية عصبية وبطريقة أداء غير إرادية في تقليد ونسخ الآخرين وحركات الجسم العنيفة واستخدام ألفاظ نابية لا شعورياً، وتقدر سرعة التأثير من شخص لآخر بأقل من خمس ثوان لكي يكون الشخص الصدوي جاهزا لتطبيق ما رآه أو سمعه.
مسبباته، حتى الآن لم تعرف الأسباب الحقيقية بالتحديد ولكن يعتبر مرضا نفسيا شائعا بين الناس ولكنه خفي وغير مرئي ويصعب في بعض الأحيان تشخيصه بالشكل الصحيح من قبل الأخصائيين النفسيين والمعلمين وأساتذة الجامعات وليس بالشيء السهل اكتشافه بين الطلاب حيث يتم التعاطي مع بعضهم بقسوة او بحسم درجات دون فهم أن ما قام به الطالب أمر مرض واعتلال عصبي نفسي يصيب جميع الأعمار دون تحديد ويكون تأثيره أكثر ضرراً على صغار السن من عمر سنتين إلى ثلاثة لأن الأطفال في هذه المرحلة يقومون بنسخ السلوكيات والتصرفات التي يرونها سواء كانت بسيطة وقد تتطور إلى درجة خطرة جداً عند المراهقين.
ويعتبر هذا الداء فخا محكما إذا وقع فيه بعضهم وقد تزداد حالته سوءا ويلاحظ تدني مستوى الأداء عند الموظفين وبعض الطلبة في التعليم خصوصاً الجامعي وطلبة الثانوية العامة بسبب تراكم بعض أخطاء الأداء الصدوي في الذاكرة وعدم القدرة على التغلب عليها ونسيان ما مضى.
أنواعه، يرى بعض الأخصائيين أن الايكولاليا مختلفة عن متلازمة توريت ولكن يذهب كثير منهم إلى اعتلال الأيكوبراكسيا وقد يكون نوعا من طيف مرض التوحد وبعضهم الآخر أسموها باختلالات الفص الجبهي والخلايا المرآتية والتي تلعب دورا كبيرا في سلوك الإنسان والتعلم بالمحاكاة.
من الضروري معرفة الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من حيث صعوبات التعلم والنمو منذ سن مبكرة وبالتحديد المرحلة الابتدائية حتى لا يعاني الطلبة وأهلهم ويصعب وجود الحلول في أعمار متقدمة والتي تظهر وتتفاقم في سن المراهقة، فالتعليم الجيد ووجود معلمين ومعلمات مدركين ولديهم الخبرة بالإضافة إلى جلسات ودروس خاصة لهذه الفئة يعد ذلك نوعا من أنواع العلاج إذا اكتشف الاضطراب مبكراً.