عبدالكريم الحمد
تميز الهلال عبر تاريخه المرصع بالذهب والإنجازات بالعمل المؤسسي التراكمي عبر منظومته الإدارية في مختلف إداراته المتعاقبة التي كانت تهدف إلى العمل وليس بحثاً عن إنجازات وقتية وانتصارات شخصية للرئيس نفسه، فتلك الاستراتيجية شجّعت أيضاً رجالات الهلال الداعمين بالاستمرار في الدعم المالي لكل إدارة مهما كانت الأسماء التي تولت رئاسة النادي، ليبقى شعارهم «تختلف الأسماء والهدف واحد»، لتستمر عجلة الانتصارات الهلالية وتتسع الفروقات بينهم وبين أقرب المنافسين على مستوى البطولات، ليبقى الهلال علامة فارقة ومضرب مثل ليس على الصعيد المحلي فقط؛ بل على الصعيد القاري أيضاً.
في العشر سنوات الأخيرة وتحديداً منذ عام 2010م حقق الهلال 14 بطولة على الصعيد المحلي والآسيوي بمختلف المسميات، وهي: أربع مرات بطلاً للدوري، وبطولتا كأس الملك، وخمس بطولات كأس ولي العهد، ولقبا السوبر السعودي، وبطلاً لدوري أبطال آسيا، أرقام يستحيل أن نجدها في أي نادي سعودي سوى الهلال، ومعادلة كروية لا يتقنها سوى رجالات ورؤساء الهلال المتعاقبين الذين كانوا ولا زالوا على قلب رجل واحد؛ جلّ اهتمامهم أن لا تفارق كتيبة الرعب الزرقاء منصات التتويج تلبيةً لشغف الأمة الهلالية واسعة الانتشار ومترامية الأطراف محلياً وإقليمياً وأيضاً قارياً.
ولنكن أكثر واقعية والعودة بالفضل لأهله، جيل العشر سنوات الماضية تشاركت في إعداده 3 إدارات هلالية متعاقبة، فإدارتا الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير نواف بن سعد المتعاقبتين كان لهما الأثر الكبير بعد الله في تكوين الفريق الحالي على صعيد اللاعبين المحليين عبر صفقات وتجديد عقود تلك الفترة التي تحقق خلالها 12 بطولة ولازال جيلهم يركض في الملاعب، ثم جاءت إدارة الكابتن سامي الجابر مطلع الموسم الماضي لتكمل عقد التميز عبر صفقات تاريخية أجنبية ساهمت بشكل مباشر في نيل لقب دوري أبطال آسيا الذي تحقق في عهد الإدارة الحالية بعد غياب دام طويلاً، بالإضافة إلى لقب السوبر السعودي رغم قلة الفترة الزمنية لتلك الإدارة، فكان نتاج عمل الإدارات الثلاث قوة فنية زرقاء تنافس على كل البطولات محلياً وخارجياً.
المسؤولية الآن كبيرة، والحمل ليس بالهين على إدارة فهد بن نافل الحالية من ناحية التجهيز لجيل هلالي قادم يحمل راية الاستمرارية في المنصات لسنوات مقبلة؛ كون الهدف ليس على المستوى القريب فقط، بل ثقافة وفنون الإدارة الهلالية المتجذرة تعودت على العمل لأهداف بعيدة المدى بطابع احترافي دقيق على صعيد استقطاب الأسماء الشابة وعلى الصعيد الأهم وهو دقة الاستراتيجية والاحترافية في الاستفادة من قطاع الفئات السنية بالنادي.
فبعد خمس سنوات قادمة من الآن ستصبح أعمار نجوم الفريق الحاليين مابين الـ 33 إلى 36 سنة كعبدالله المعيوف ونواف العابد وسالم الدوسري ومحمد جحفلي وعبدالله الحافظ ومحمد البريك وعبدالله عطيف وهتان باهبري وياسر الشهراني وعلي البليهي، لذا يجب على الإدارة الهلالية تهيئة جيل أزرق قادم من الآن لتستمر عجلة «حياة الهلال».
قبل الختام:
يقول فارس الروضان:
«الهلالي يحفظ إنجازات الأمس.. لكنه لا يعترف إلا بإنجازات الغد».