رمضان جريدي العنزي
نشر غسيل الخلافات الشخصية والعائلية والفئوية في شبكات التواصل الاجتماعي، يعد عملاً دنيئًا، وانتقامًا بغيضًا، وتشفيًا مقيتًا، وآفة باعثها السوء، وتشهيرًا فاحشًا، وإنجازًا غير جدير بالإشادة والتصفيق، وضربًا تحت الحزام، وإيجاد الأسلاك الشائكة، والتصيد في الماء العكر، وإشعال فتيل النار، وتدليسًا وتلبيسًا واتهامًا وفبركة. إن الأحاديث واللعب بالألفاظ والكذب الصريح والتلميح والإساءة والتعدي والتدخل فيما لا يعني والفجور بالخصومة وإيعاز الآخرين للتأليف واللغو وفق المزاجية والذاتية والهوى، يعد قذفًا صريحًا، ولوثة عقلية تستدعي العلاج الفوري لإيقاف هذا التداعي الخطير، إن الدسائس والمؤامرات مشينة ومدمرة لا تليق مطلقًا بأصحاب العقل والرأي والمنطق والحكمة، كون هذه الأعمال غاية بالقبح والدمامة والبشاعة، لها وقع مؤلم على النفس، ولا تبقي بالنفس مساحة للعفو والتسامح، وينفر منها العاقل الحصيف، إن وسائل التواصل الاجتماعي أعدت وأوجدت أصلاً لنشر الأعمال المفيدة والمعلومة الفريدة والأطروحات النبيلة والتواصل الحميد، لكن حولها أصحاب العقول الفاسدة الملوثة إلى منابر للهمز واللمز والتصرفات اللا أخلاقية ونفث الرماد، ودس السموم في العقول، وقذف الصواريخ، نتيجة أحقاد دفينة، وأمراض نفسية، من غير وجه حق، أو لتغطية مشكلات اجتماعية واضحة، إن هذه الأعمال اللا سوية تعد قذفًا صريحًا، وإساءة يعاقب عليها القانون، إن التوظيف الإيجابي لمنصات التواصل الاجتماعي سيسهم مساهمة فعالة في بناء الإنسان، وترقية عقله وحياته وتفكيره، وينتج جيلاً سويًا حضاريًا محترمًا يعرف آلية التعامل والتفكير، لكن استخدام هذه المنصات بكل أنواعها بشكل سلبي، وبعيدًا عن الحوارات الهادئة والمفيدة سيكون له انعكاسات خطيرة، وعطاءات مرة، إن كثيرًا من هذه المنشورات التي نطالعها تخرج عن إطار نشر القيم الإيجابية إلى حيز الاستعراض أو التباهي أو التقليد الأعمى، لقد فقدت كثير من البيوت والعوائل أسرارها، فأصبح نشر كل شاردة وواردة فورية وعلى الهواء، يطلع عليها آلاف من الناس الكبير منهم والصغير، العاقل والمجنون والمراهق، إن كثيرًا من القصص والمآسي والخصومات الفجة وقطيعة الرحم والتباغض والتشاحن والنفور، حدثت نتيجة هذا النشر البغيض وغير المسؤول، إن على المبتلين بهذا السلوك المشين محاولة المعالجة والترفع عن هذا السقوط المريع، إن الفجور في الخصومة ونشرها فمنصات التواصل الاجتماعي يعد مظلمة وسوء خلق ونية، ولا سيما أن هذه المنصات باتت وسيلة لحظية للتعبير عن المكنونات النفسية على الملأ، دون مراعاة للعواقب التي قد تؤثر سلبا في علاقات الناس بعضها ببعض، وربما أدت لتدمير هذه العلاقات في نشرة واحدة، وأخيرًا أن من الخطأ القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بشكل عام، لأنه من الواضح أنها قد تحقق فوائد لا تحصى في حياتنا، لكن البعض ممن يستخدم هذه المنصات هو الذي يسيء لهذه المنصات بعيدًا عن لغة الهدوء وتنظير المعرفة وبث الفائدة ونشر الوعي والتثقيف، وقريبًا عن موبقات العداوة والخصومة ونشر الغسيل الذي لا فائدة منه ولا منفعة، سوى إرضاء الذات المنتفخة بالأنا.