فهد بن جليد
المحتوى العربي على الإنترنت ضعيف جداً، لا يتجاوز في بعض التقديرات الـ3 %، ومع ذلك لا يعكس ثقافة العرب ومكانتهم (مواضيعه) عادة غير مفيدة وبعضها غريزي، ترتيبنا على الشبكة العنكبوتية لا يتناسب مع مكانة اللغة العربية الغنية التي تعد ضمن أهم وأقوى 6 لغات عالمية يتحدث بها البشر، ولكنَّها في الحياة الرقمية تأتي مُتأخرة في المرتبة (الثالثة عشر) تقريباً، صحيح أنَّ (اللغة الإنجليزية) هي بوابة التواصل والتعاطي مع العالم، ولكنَّ هذا لا يُلغي حق المتحدثين بالعربية في الحصول على محتوى عربي مفيد على الإنترنت، وهذا -برأيي- نتيجة تباطؤ الجامعات ومراكز البحوث والتعليم العربية في نشر البحوث والرسائل العلمية المفيدة باللغة العربية كمصادر موثوقة مُعترف بها- رغم وجود بعض المحاولات- ولكن حتى ننجح يجب أن يتكاتف الأساتذة والطلاب في دعم المحتوى العربي، وأيضاً تعليم الطلاب والصغار الطُرق الصحيحة لتغذية المحتوى العربي المفيد على الإنترنت.
يبدو الخجل والتكاسل والخوف من الخطأ والمُحاسبة من أهم معوقات نشر المحتوى العربي على الإنترنت، رغم وجود مساحة واسعة من المواضيع المنوَّعة الجيدة والمفيدة التي يمكن تشاركها مع الآخرين دون أن تمس الدين أو تخالف القانون والأنظمة، الخوف أو الخجل من الخطأ فيها غير مبرَّر، فالكل يخطئ حتى العلماء وأساتذة الجامعات وهذا أمر وارد يمكن تصحيحه وتعديله ضمن مزايا النشر الرقمي، الأهم أن نسهم جميعاً في ردم الهوة بتقديم محتوى عربي رزين، ومُفيد، وغني بالمفردة، له قيمته العلمية والثقافية وحتى الاجتماعية، ولا بأس حتى بالمحتوى الترفيهي الهادف والمُسلي البعيد عن دغدغة (الغرائز الجنسية) أو التهريج الذي لا يمثل حقيقة ثقافة العرب ومكانتهم، والمؤسف أنَّك عندما تبحث اليوم عن المحتوى العربي فإنَّك سوف تكون مكبلاً ومُحاطاً بمحتوى لا قيمة له، وفي مجمله (غير مقبول ومخجل) رغم أنَّ المستخدمين العرب للشبكة العنكبوتية يقدَّرون بنحو 1 من بين كل 4 مستخدمين (100 مليون عربي بين 400 مليون مستخدم حول العالم).
استمرار التعلُّق بوسائل التواصل الاجتماعي السريعة والتعاطي معها بشراهة مثل (تويتر- سناب شات- فيس بوك- انستقرام) سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة، نتبادل فيما بيننا محتوى قصيرا مُعلبا أغراضه محدودة وآنية (التواصل الشخصي- الرقص- التسلية- الترفيه- الرياضة- مقاطع الفيديو)، بينما العالم مستمر بتخزين وتشارك محتوى مفيد للأجيال المُقبلة، فهل الحل بعقد مؤتمر عربي لطرح ومناقشة المحتوى العربي؟ أم بترجمة المحتوى الإنجليزي وتحويله إلى محتوى عربي؟ أم باشتراط نشر الأبحاث التي يشاركها فيها باحثون عرب باللغة العربية؟ وهل مسؤولية ذلك تقع على عاتق المؤسسات العلمية والأكاديمية أم هي مسؤولية الأفراد؟ المؤلم أنَّ المستخدم العربي يجيد القهقهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يتوه في صفحات الإنترنت لأنَّه بحاجة (لغة بديلة) حتى يستطيع سبر أغوار المحتوى الرقمي.
وعلى دروب الخير نلتقي.