م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- كان شعار حملة الرئيس الأمريكي ترامب هو (أمريكا أولاً).. هذا الشعار هو الذي أيقظ روح الوطنية لدى فئة كبيرة من الشعب الأمريكي لم تكن تدلي بصوتها في الانتخابات.. ودفع بهم إلى المشاركة وبالتالي فوز ترامب غير المتوقع.. هذا الإحياء للروح الوطنية بغاية انتخابية رغم ضيق أفقه وأنانيته العالية على بلد يدير العالم إلا أنه مهم جداً للمجتمعات كافة.. فهو دعوة إلى الالتفات إلى نفسها أولاً وعدم الانشغال بغيرها.
2- نحن في المملكة واجهنا مشكلة التقليل من شأن الوطنية مقابل الأممية الإسلامية.. وفي بعض أجزاء العالم العربي واجهوا مشكلة التقليل من الوطنية أمام القومية العربية.. وهناك دول أخرى واجهت مشكلة تهميش الوطنية مقابل المظلة المذهبية أو القبلية.
3- تواجه الدعوات الوطنية دائماً مقاومة من جماعات الهويات الخاصة سواء كانت مذهبية أو مناطقية أو إثنية.. وهم يرون أن الدعوة للوطنية ما هي إلا محاولة لإذابة تلك الهويات الخاصة في هوية واحدة وهذا ما لا يريدونه.. ويلغون الروابط الوطنية التي توحّد مجاميع الوطن الواحد مثل المصير الواحد والمصالح المشتركة.
4- واجه السعوديون حرب هويات منهكة فيما بين أصحاب الهويات المختلفة.. فهناك الهوية الوطنية التي تم التقليل من شأنها.. ثم القومية العربية التي عدت إقليمية ضيقة.. ثم الهوية الأممية التي ثبت خلال السبعين سنة الفائتة أنها خيار المجتمعات التي تريد من يُنفق عليها.. والمواطنون عموماً واقعون في حيرة.. فشأن الهوية في مفهومنا شأن عظيم في الثقافة والعادات والتقاليد والكل متفق عليها.. لكن في الشأن الوطني ما زلنا مختلفين عليها!
5- ثنائية القومية والإسلامية هي التي سيطرت على المشهد العربي بعد الحرب العالمية الثانية.. تعاونا في البداية من منطلق أن العرب هم قادة الإسلام وأن الإسلام هو روح العروبة.. ثم تحاربا بعد ذلك على أساس أن القومية محاولة لنفي الدين.. وأن الإسلامية محاولة لإعادة خلافة لا ترتضيها اليوم الدولة القُطْرية.. والحقيقة أنهما تحاربا منافسة على السلطة.
6- العالم اليوم يمر بمرحلة «نحن أولاً».. لذلك لنعمل على أن تكون «السعودية أولاً».