محمد ناصر الأسمري
أنعم الله سبحانه على الإنسان بنعمة العقل وهداه إلى سبل السلام والعمل والإنتاج. وسخر أناسا لخدمة الإنسانية بالعلم والفكر فجاءت الاختراعات تسهل الصلة والاتصال والتواصل في تطور مستمر على مدى التاريخ، ومن نعم الله أن الحديد قد نطق وقرب البعيد وصارت العلوم والأخبار والأحداث في متناول الأيدي دون حواجز أو حدود أو لغات ولعل اختراع واتس آب كإحدى وسائل التواصل الاجتماعي، قد كان ذا أهمية بالغة في نشر واستقبال وخزن واسترجاع المعلومات مفيدة أوغيرمفيدة، يمكن تعريف هذا المخترع الطيب وتقريب معناه في اللغة العربية وفق ما يلي:
كلمة «واتس آب» تعني ما الجديد أو ماذا لديك أوما الجديد تحت الشمس. يستخدم تطبيق الواتس آب ما يزيد على مليار شخصٍ حول العالم، حيث يتمّ استخدامه بهدف التواصل بين الأصدقاء والعائلة في أيّ مكان أو زمان، ويقدّم هذا التطبيق رسائل آمنة وموثوقاً بها، وهو متاحٌ لجميع أجهزة الهواتف في جميع أنحاء العالم، وقد تأسّس من قِبل جان كوم وبريان أكتون، وتمّ انضمامه لشركة فيسبوك منذ عام 2014م، ومع ذلك فإنّه لا يزال منفصلاً ويركز على خدمة الرسائل السريعة، ومن الجدير بالذّكر أنّه يوجد تطبيق واتس آب مجانيّ خاصٌ بالأعمال، ويستخدم للتراسل بين الموظفين بسهولة تامّة، مع إمكانيّة الرد على الرسائل.
من ضمن فوائد الواتس آب إتاحة إنشاء مجموعات لضم الأصدقاء المقرّبين أو أفراد العائلة والتّواصل معهم وتبادل الوسائط لكن تحول هذا الاختراع إلى منحى فيه من سوء الاستعمال الشيء المزعج فتحول إلى ما يشبه ما يسمى في لهجات الجنوب السعودي الحنادي وحسب موقع قحطان على الشبكة العنكبوتية:
حندايه: لغز - ويقولها هكذا - حنداك الله من شي يأكل ولا يشبع (النار) - يحندي يقول الغاز - عندي حنداية عندي لغز: https://qahtaan.com/vb/printthread.php?t=16672الجزيرةpp=40الجزيرةpage=2
أوكما يسمى في حواضر الحجاز: حادي بادي سيدي محمد البغدادي شاله كله وحطه في هاذي وهذا عندما يلاعب الصغار لاكتشاف ما خبئ في إحدى اليدين.
ولكن تجد في مجموعات طوال ساعات بث رسائل سقيمة مبنى ومعنى في تمجيد القبائلية كما يقول أستاذنا عبد الله الغذامي أو القبلية، فهذ الشاعر مصلوح يقول قصيدة من بحر الطين أو الطحين كما كتبت في الجزيرة من أسابيع، ويأتي الشاعر بن مصعان فيرد أن قبيلة س أكبر من قبلية ص، وأنه حان الأوان ليكون شاعر القبيلة وتبدأ المفاخرة بالشجاعة والنصر على شاعر قبيلة أخرى، ويبدو والله أعلم أن فئات من المتقاعدين قد وجدوا فراغاً فتباروا في مفاخرات الهياط والتسلي المشغل عن الإفادة من تقنيات الاتصال وتجد منهم من يقضي ساعات الليل والنهار في بث رسائل لها سمات الانغماس في الجهل.
كم كان حرياً بهؤلاء لو سجلوا خبراتهم في العمل والإنتاج إن كان قد تم شيء، لأن هذا يشير بشيء من الألم إلى تفشي ثقافة التجهيل والارتكاس عن تأثير التعليم في بناء معرفي تراكمي ينمي شعور ومشاعر الاعتزاز بالوطن المتحد المتوحد الموحد وباللغة العربية الراقية حماية لها من العاميات التي انزلق لها للأسف حتى بعض من الأكاديميين واللغويين لذا هي دعوة لعودة الوعي.