د.نجوى محمد الصاوي
في الوقت الحالي، كما نشعر بالقلق والاضطراب والخوف تجاه فيروس كورونا المستجد يشعر أطفالنا بالقلق أيضًا ومعظم قلقهم من خلالنا نحن.
قد يجد الأطفال صعوبة في فهم ما يشاهدونه عبر الإنترنت أو على التلفزيون أو يسمعونه من أشخاص آخرين حتى لا يصبحوا عرضة بشكل خاص لمشاعر القلق والتوتر والخوف والحزن. أنصح بإجراء نقاش مفتوح وداعم مع أطفالنا لأن ذلك يمكن أن يساعدهم على فهم الآخرين والتعامل معهم وحتى تقديم مساهمة إيجابية لهم.
أهم خطوة اجتمع بهم واطرح أسئلة مفتوحة واستمع لهم ابدأ بدعوة أطفالك للحديث عن المشكلة. اكتشف كم يعرفوا عن الوباء بالفعل واتبع خطواتهم. إذا كانوا صغارًا بشكل خاص، ولم يسمعوا بالفعل عن تفشي المرض، فقد لا تحتاج إلى إثارة المشكلة فقط اغتنم الفرصة لتذكيرهم بممارسات النظافة الجيدة دون إثارة مخاوف جديدة. تأكد من أنك في بيئة آمنة واسمح لطفلك بالتحدث بحرية. قد يساعد الرسم والقصص والأنشطة الأخرى على فتح باب المناقشة. الأهم من ذلك، لا تقلل من مخاوفهم أو تتجنبها. اعترف بمشاعرهم وأكد لهم أنه من الطبيعي أن تشعر بالخوف من هذه الأشياء. أثبت أنك تستمع من خلال منحهم انتباهك الكامل، وتأكد من أنهم يفهموا أنه يمكنهم التحدث إليك ومعلميهم وقتما يحلو لهم.
كن واضحاً مع أطفالك اشرح الحقيقة بطريقة واضحة وصادقة للأطفال لأن لهم الحق في الحصول على معلومات حقيقية حول ما يجري في العالم، ولكن الآباء أيضًا يتحملون مسؤولية الحفاظ على سلامتهم من الكرب. استخدم لغة تتناسب مع العمر، وانتبه إلى
ردود أفعالهم، وكن حساسًا لمستوى قلقهم. إذا لم تتمكن من الإجابة على أسئلتهم، فلا تخمن. استخدمها كفرصة لاستكشاف الإجابات معًا. اشرح أن بعض المعلومات على الإنترنت ليست دقيقة، وأنه من الأفضل الوثوق وأخذ المعلومات من موقع وزارة الصحة التي أوضحت كل شي عن الوباء وبوضوح بدون أدنى تقصير، لابد أن تبين لهم كيفية حماية أنفسهم وأصدقائهم ومن أفضل الطرق للحفاظ على سلامة الأطفال من الفيروسات وغيرها من الأمراض هي ببساطة تشجيع غسل اليدين بانتظام. أن تحادثهم بطريقه لطيفة وغير مرعبة.
يمكنك أيضًا أن توضح للأطفال كيفية تغطية السعال أو العطس بمرفقهم، وتوضيح أنه من الأفضل عدم الاقتراب كثيرًا من الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض، واطلب منهم إخبارك إذا بدأوا يشعرون بالحمى، السعال أو صعوبة التنفس.
يجب تطمئنهم عندما نرى الكثير من الأخبار والصور المقلقة على التلفزيون أو عبر الإنترنت، قد تشعر أحيانًا أن الأزمة تدور حولنا. قد لا يميز الأطفال بين الصور التي تظهر على الشاشة وواقعهم الشخصي، وقد يعتقدون أنهم في خطر وشيك.
يمكنك مساعدتهم على التعامل مع القلق والخوف من خلال إتاحة الفرص لهم للعب والاسترخاء، عندما يكون ذلك ممكنًا.
حافظ على روتينك وجداولك المنتظمة قدر الإمكان، خاصة قبل أن يناموا، أو المساعدة في إنشاء خطط جديدة في بيئة جديدة. إذا كنت تعاني من تفشي المرض في منطقتك، فذكر أطفالك بأنه من غير المحتمل أن يصابوا بالمرض، وأن معظم الأشخاص الذين يعانون من الفيروسات لا يمرضون كثيرًا، وأن دورنا كوالدين نعمل بجد للحفاظ على عائلتنا آمنة. إذا شعر طفلك بتوعك، اشرح أنه يجب عليه البقاء في المنزل أو في المستشفى لأنه أكثر أمانًا له ولأصدقائه. طمئنهم أنك تعرف أنه صعب ومزعج في بعض الأحيان، لكن اتباع القواعد سيساعد في الحفاظ على سلامة الجميع.
تحقق مما إذا كانوا يعانون من الخجل أو الحرج من أن يصيبهم المرض أو أنه يصيب عرقاً أو ناساً معينين لأن يوجد تقارير حول التمييز العنصري في جميع أنحاء العالم، لذلك من المهم التحقق من أن أطفالك لا يتأثرو بهذا الموضوع ولا يساهمون فيه.
اشرح أن الفيروس لا علاقة له بما يبدو عليه الشخص، من أين هو أو اللغة التي يتحدثها.
إذا كان في مدارس ودوام ذكر أطفالك بأن كل شخص يستحق أن يكون آمنًا في المدرسة. التنمر دائمًا خطأ ويجب أن يقوم كل منا بدوره لنشر الوعي والألفة والمحبة ودعم بعضنا البعض وابحث عن متعاونين، من المهم أن يعرف الأطفال أن الناس يعاونوا بعضهم البعض في التعامل بلطف وحسن خلق وشاركهم قصص العاملين الصحيين والعلماء والشباب، من بين آخرين، الذين يعملون على وقف تفشي المرض والحفاظ على سلامة المجتمع.
لابد من إنهاء المحادثات بعناية من المهم أن نعرف أننا لا نترك الأطفال في حالة من الضيق والتشتت. أثناء ختام محادثتك، حاول قياس مستوى قلقهم من خلال مشاهدة لغة جسدهم، مع الأخذ في الاعتبار ما إذا كانوا يستخدمون نبرة صوتهم المعتادة ومشاهدة تنفسهم. ذكّر أطفالك أنه يمكنهم إجراء محادثات صعبة أخرى معك في أي وقت. ذكّرهم بأنك تهتم، وأنك تستمع وأنك متاح عندما يشعروا بالقلق.