من منا لم تقل له هذه العبارة في صغره؟!
أظن أغلبنا قد قيلت له ذات يوم.
عندما تسقط تتألم وتبكي فيقال لك (لا بأس تكبر وتنسى).
وكم مرة سقطت فجبرت، وكم مرة جرحت فتداويت.
وبالفعل كبرنا ونسيناها.
تتذكر أنك سقطت أو جرحت ولكن هل تتذكر الألم الذي شعرت به وقتها!
بالطبع لا بل استحالة أن تتذكر أو تتخيل الآن..
كيف كان مقدار الألم..
وهذه الحقيقة كبرت ونسيت وربما بعض الإصابات لا نتذكرها إطلاقاً إلا من أثر نحت في أجسادنا، أو يذكرنا بها والدانا.
كبرت ونسيت.
وهكذا تمضي سنونك.
كل ألم.
كل جرح.
كل وجع.
كل لحظة قلق.
كل عام يأتي يجعلك تنسى مامضى من وجع حتى ساعات القلق التي نعيشها عندما تمر لا نكاد حتى نتذكر تفاصيلها بل بعد كل قلق يفرج نشعر بأننا كنا قلقين أكثر من اللازم!
الأحوال تتبدل، والظروف تتغير والأيام تتداول، والآلام تجبر، والجروح تداوى، والخدوش تتلاشى.
هكذا سيكون مصير كل ألم بالزوال، دقائق وأيام معدودات وستنساه وكأنه ما أصابك سوء، وهذا من لطف الله ورحمته وجبره لنا؛ بأن يجعلنا نتناسى ماكان بالأمس لنبدأ يوما جديدا راضين ومتوكلين ومؤمنين بأن لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا..