رجاء العتيبي
أي شخص من الجنسية الهندية يريد أن يعمل مقطعا تمثيليا، أو فيلما، لن يخرج عن (النمطية) الهندية في الأفلام, وكثير من المقاطع على قنوات التواصل في الهند تؤكد ذلك, سترى مبالغات في الضرب واللكم والحركات غير المنطقية, طبعا أكيد فيه استثناءات، لكن تظل استثناءات.
عندنا، تقريبا 90 % من (تمثيلنا) يدور في فلك طاش ما طاش, سواء مسلسل من جدة أو الرياض أو الدمام أو الأحساء أو القصيم, أو عسير أو حائل... وطاش هو - في الأصل - نتاج ثقافتنا, والذي بات لاحقا نموذجا تمثيليا لما بعده.
قد يختلف الشكل والقصة ولكن (النمط التمثيلي) هو نفسه. وطاش أسلوب وشكل وطريقة التمثيل فيه متأثرة بالثقافة العامة لمجتمعنا, وهو تأثر تلقائي لا نشعر به، نسق معين تشكله الثقافة العامة, قد لا نراه نحن, ولكن غيرنا يراه، يرون فيه بصمتنا.
مسلسل 37 درجة، خرج عن المألوف في جزئه الأول، ولكنه سقط في الشرك في أجزائه الأخرى.
مسلسل (شفت الليل) أيضا خرج عن (نمط طاش) بشكل جيد، لكن ما كمل, هناك محاولات للتخلص من (النمط المعتاد) لكن ما استطاعت.
(النموذج الذهني) هو الذي يشكل أعمالنا التمثيلية, إذا طورت النماذج الذهنية عن الفن لدينا، تطورت أعمالنا، وهذه النماذج إذا تركت بدون تدخل، لا تتطور إلا عبر سنوات طويلة وأجيال مديدة. أما إذا كان هناك تطوير مقصود من المؤسسات المعنية، يمكن أن نختصر المدة, ونرى أعمالا أخرى جديدة.
النقد الفني يأتي كمسار يصحح الأعمال، ويوجهها الاتجاه الأمثل, والنقد مسار يوازي الإبداع في أهميته.
وكذلك الدراسة الأكاديمية, والقراءة، والاطلاع على تجارب الآخرين شرقا وغربا, والبعثات, كل ذلك يصنع نماذج ذهنية جديدة.
لهذا التأكيد على قبول التنوع أمر مهم, أهم شيء أنه يطلع متميزا فنيا.
المحاولات الجديدة التي تريد أن تكسر النمط عليها أن تكون قوية فنيا, وأن تتحلى بصورة ذهنية مختلفة عن بصمتنا التقليدية في التمثيل, صورة ليست مكررة, خارج النسق الثقافي المعتاد.